responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 91

ومن خشن عنصره غلظ كبده ومن فرط تورط ومن خاف العاقبة تثبت عن التوغل فيما لا يعلم ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه ومن لم يعلم لم يفهم ومن لم يفهم لم يسلم ومن لم يسلم لم يكرم ومن لم يكرم يهضم ومن


والإيمان ، قال سبحانه : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) [١] وربما يجعل لين القلب إشارة إلى عدم المبالغة في القهر والغلبة والتسلط ، وغلظة الكبد إلى قوة القوي الشهوانية ، لأن الكبد آله للنفس البهيمية ، والقوة الشهوية لأنه آلة للتغذية وتوزيع بدل ما يتحلل على الأعضاء ، فيوجب قوة الرغبة في المشتهيات.

قوله عليه‌السلام ومن فرط : بالتشديد أو التخفيف بمعنى قصر ، أي من قصر في طلب الحق وفعل الطاعات أوقع نفسه في ورطات المهالك ، أو بالتخفيف بمعنى سبق أي من استعجل في ارتكاب الأمور وبادر إليها من غير تفكر للعواقب أوقع نفسه في المهالك ، قال الجوهري : فرط في الأمر يفرطه أي قصر فيه ، وضيقه حتى فات ، وكذلك التفريط وفرط عليه أي عجل وعدا ومنه قوله تعالى ( إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا ) [٢] وفرط إليه مني قول ، أي سبق ، وقال : الورطة الهلاك ، والتورط الوقوع فيها ، والتوغل : الدخول في الأمر بالاستعجال من غير روية.

قوله عليه‌السلام جدع أنف نفسه : أي جعل نفسه ذليلا غاية الذل ، والجدع قطع الأنف.

قوله عليه‌السلام ومن لم يعلم ... أي من لم يكن عالما بشيء لم يميز بين الحق والباطل فيه ، ومن لم يميز بين الحق والباطل لم يسلم من ارتكاب الباطل ، بل لا يسلم في شيء أصلا ، أما في ارتكاب الباطل فظاهر ، وأما في ارتكاب الحق إن اتفق فلأن القول به بلا علم هلاك وضلالة ، ومن لم يسلم لم يكرم على البناء للمفعول أي لم يعامل معه معاملة الكرام بل يخذل ، أو على النبإ للفاعل أي لم يكن شريفا فاضلا ومن لم يكرم يهضم على البناء للمفعول أي يكسر عزه وبهاؤه ، ويهان أو يترك مع نفسه ويوكل أمره إليه ، أو يظلم ومن يهضم كان ألوم أي أشد ملامة وأكثر استحقاقا


[١] سورة ق : ٣٧.

[٢] سورة طه : ٤٥.

نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست