الامامية و اتفق أصحابنا و المعتزلة و الخوارج و الصالحية من
الزيدية على ان الاختيار طريق إليها أيضا و ذهب سائر الزيدية الى ان الدعوة أيضا
طريق إليها و لم يوافقهم على ذلك سوى الجبائى
المقصد الرابع في الامام الحق بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و
سلم
و هو عندنا أبو بكر و عند الشيعة على رضي اللّه عنهما* لنا وجهان*
الأول ان طريقه اما النص أو الاجماع) بالبيعة (اما النص فلم يوجد لما سيأتى و أما
الاجماع فلم يوجد على غير أبي بكر اتفاقا) من الامة* (الثانى الاجماع) منعقد (على)
حقية إمامة (أحد الثلاثة أبي بكر و على و العباس ثم انهما لم ينازعا أبا بكر و لو
لم يكن على الحق لنازعاه كما نازع على معاوية لان العادة تقضي بالمنازعة في مثل
ذلك و لان ترك المنازعة مع امكانها مخل بالعصمة) اذ هو معصية كبيرة توجب انثلام
العصمة (و أنتم توجبونها) في الامام و تجعلونها شرطا لصحة إمامته (لا يقال لا نسلم
الامكان) أي امكان منازعتهما أبا بكر (لانا نقول على في غاية الشجاعة) و التصلب في
الامور الدينية (و فاطمة مع علو منصبها زوجته و الحسن و الحسين) مع كونهما سبطى
رسول اللّه (ولداه و العباس مع علو منصبه معه) فانه (روى انه قال) لعلى (امدد يدك
أبايعك حتى يقول الناس بايع عم رسول اللّه ابن عمه فلا يختلف فيك اثنان و الزبير
مع شجاعته كان معه حتى قيل انه سل السيف و قال لا أرضي بخلافة أبى بكر و قال أبو
سفيان أ رضيتم يا بني عبد مناف ان يلي عليكم تيمى و اللّه لا ملأن الوادي خيلا و
رجلا و كرهت الانصار خلافة أبى بكر فقالوا منا أمير و منكم أمير) فدفعهم أبو بكر
بما مر من قوله عليه السلام الائمة من قريش (و لو كان على إمامة على نص جلى) كما
ادعته الشيعة (لاظهروه قطعا) و لا مكنهم المنازعة جزما (و كيف) لا (و أبو بكر
عندهم) أي عند الشيعة (شيخ ضعيف جبان لا مال له و لا رجال و لا شوكة) فانى يتصور
امتناع المنازعة معه و
كلام الشيعة في اثبات إمامة
على (يدور على أمور*
أحدها ان الامام يجب أن يكون معصوما
لما مر و أبو بكر لم يكن معصوما اتفاقا لما سنذكره) و كذا العباس
فتعينت إمامة على (و الجواب منع وجوب العصمة و قد
(قوله و عند الشيعة على) عند الزيدية اتباع القاسم بن زيد عباس رضى
اللّه عنه (قوله اما النص فلم يوجد) و قيل نص على ابى بكر رضى اللّه عنه فقال
الحسن البصرى نصا خفيا و هو تقديمه اياه في الصلاة و قال بعض اصحاب الحديث نصا جليا
و هو و ما روى انه عليه السلام قال ائتونى بدواة و قرطاس اكتب لابى بكر كتابا لا
يختلف فيه اثنان ثم قال يأبى اللّه تعالى و المسلمون الا أبا بكر (قوله فتعينت
إمامة على رضى اللّه عنه) يرد عليهم ان مشترطى العصمة صرحوا بانها امر خفى لا
يعلمها اهل البيعة و بكونها من الامور الخفية التي لا يعلمها الا عالم السرائر