من أنواع الكيفيات النفسانية (الإرادة و فيها) أي فى الإرادة و في
بعض النسخ و فيه أى في هذا النوع (مقاصد) سبعة (
المقصد الاول [فى تعريف الإرادة]
فى تعريفها قيل انها) أى الإرادة (اعتقاد النفع أو ظنه) و القائل
بذلك كثير من المعتزلة قالوا ان نسبة القدرة الى طرفي الفعل على السوية فاذا حصل
اعتقاد النفع أو ظنه فى أحد طرفيه ترجح على الآخر عند القادر و أثر فيه قدرته (و
قيل) ليس الإرادة ما ذكر من الاعتقاد أو الظن بل هذا هو المسمى بالداعية و أما
الإرادة فهي (ميل يتبع ذلك) الاعتقاد أو الظن كما أن الكراهة نفرة تتبع اعتقاد
الضرر أو ظنه و ليست الإرادة من قبيل الاعتقاد و الظن (فانا نجد من أنفسنا بعد
اعتقاد أن الفعل الفلاني فيه جلب نفع أو دفع ضر ميلا إليه) مترتبا على ذلك
الاعتقاد (و هو) أى الميل
[قوله الاول فى تعريفهما] بعد الانفاق على ان الإرادة مرجحة لاحد طرفى
المقدور عن القادر اختلفوا فى حقيقتها و هذا الانفاق لا بد من مراعاته حتى يتم
الاستدلال المذكور من كل فريق (قوله اعتقاد النفع) اعتقادا و هي تخيل اللذة كما فى
الحيوانات العجم أو تعقليا يتبع الفكر كما فى الانسان [قوله ان نسبة القدرة الخ]
حاصله ان اعتقاد النفع أو ظنه يرجح أحد طرفى الفعل و كل ما هذا شأنه فهى الإرادة
اما الصغرى فلما ذكره الشارح و اما الكبرى فبالاتفاق [قوله و ليست الإرادة من قبيل
الاعتقاد الخ] يعني ان قوله فانا نجد الخ دليل على المدعى الضمني و هو ان الإرادة
ليست اعتقاد النفع أو ظنه و ليست دليل الصريح و هو انه ميل يتبع الاعتقاد لان
حاصله انا نجد بعد الاعتقاد المذكور ميلا مترتبا عليه مغايرا له و اذا كان كذلك لا
يكون الاعتقاد المذكور مرجحا لاحد الطرفين فلا يكون إرادة و أما ان المرجح هو
الميل فلا يجوز أن يكون المرجح مجموعهما أو أمرا آخر سواهما فاندفع ما توهم ان
قوله و ليست الإرادة من قبيل الخ تكرار و ان الدليل لا يثبت المدعى و أما انهما
الميل فيحتاج الى مقدمة أخري ظاهرة و هي حصول الترجيح بعده من غير توقف على أمر
آخر فالمرجح هو الميل و الاعتقاد علة له فلا تكون الإرادة مجموعهما و لا أمرا
سواهما [قوله و هو الميل الخ] فان قلت قد علمت هذه المغايرة من البعدية المستفادة
من قوله نجد من أنفسنا
[قوله اعتقاد النفع أو ظنه] للحيوانات العجم أفعال اختيارية فاما
أن يقال بالفرق بين الافعال الاختيارية و الارادية و اما أن يقال بوجود الاعتقاد
فيها و اما ان يخص التفسير بإرادة الانسان و الآخر أقرب لان الحركة بالارادة
مأخوذة فى تعريف مطلق الحيوان و من البين انتفاء الاعتقاد و الظن فى الحيوانات
العجم (قوله فانا نجد من أنفسنا] يعني انا نجد ميلا هو مرجح لاحد المقدورين و
المرجح هو الإرادة فيكون الميل هو الإرادة ورد عليه بانه لم لا يجوز أن يكون
المرجح شيئا آخر لا يعتبر فيه الميل لا بالعينية و لا بالجزئية كما سينقله عن
الاشاعرة أو يكون مجموع أمور يكون الميل جزءا أخيرا منها فلا تكون الإرادة ميلا فقط
كما هو مدعاهم