حصولها الى سبب جديد قال الآمدي ان الغفلة و الذهول و النسيان
عبارات مختلفة لكن يقرب أن تكون معانيها متحدة و كلها مضادة للعلم بمعنى أنه
يستحيل اجتماعها معه قال و الجهل البسيط يمتنع اجتماعه مع العلم لذاتيهما فيكون
ضدا له و ان لم تكن صفة اثبات و ليس أى الجهل البسيط ضدا للجهل المركب و لا للشك و
لا للظن و لا للنظر بل يجامع كلا منها لكنه يضاد النوم و الغفلة و الموت لانه عدم
العلم عما من شأنه أن يقوم به العلم و ذلك غير متصور فى حالة النوم و اخواته و أما
العلم فانه يضاد جميع هذه الامور المذكورة
المقصد الخامس ادراكات الحواس الخمس
الظاهرة (عند الشيخ) الاشعري (علم بمتعلقاتها فالسمع) أي الادراك
بالسامعة (علم بالمسموعات و الابصار) أى الادراك بالباصرة (علم بالمبصرات) و كذلك
الحال فى الادراك باللامسة و الذائقة و الشامة فهذه الحواس وسائل الى تلك العلوم
الحاصلة باستعمالها كالوجدان و البديهة و النظر التي يتوسل بها الى العلوم
المستندة إليها (و خالفه
[قوله بمعنى انه يستحيل الخ) لا بالمعنى المصطلح لعدم كونها وجودية
[قوله بل يجامع كلا منها] فان صاحب الجهل البسيط اما جاهل جهلا مركبا أو ظان أو
شاك أو خال عن جميع أقسام الادراك [قوله ادراك الحواس الخمس الظاهرة] أى للانسان
بخلاف الحيوانات فان ادراكها بالحواس ليس بعلم و لذا لا يقال لها أولو العلم فما
قيل أن كون الاحساس من العلم يخالف العرف و اللغة ليس بشيء [قوله كالوجدان و
البديهة الخ] يعني كما أن هذه الثلاثة طرق و وسائل كذلك الحواس طرق و الانكشاف فى
الجميع انما هو للنفس فكون الحاصل بتلك الطرق علما دون الحاصل بالحواس تحكم
و خزائنها عندهم هي العقل الفعال و لا يتصور زوال الصورة عنه على
قاعدتهم فكيف يعتبر في النسيان زوالها عن الحافظة أيضا أجيب بأن المراد زوالها
عنها من حيث هي حافظة و خزانة للنفس و ذلك بزوال المناسبة بينه و بين النفس التي
بسببها كانت خزانة حافظة لمدركاتها الكلية بحيث انعكس منه إليها تلك المدركات
(قوله و ذلك غير متصور في حالة النوم و اخواته) عدم كونه متصورا فى حالة النوم و الموت
ظاهر في الجملة و أما عدم كونه متصورا فى حالة الغفلة مع كونه متصورا في حالة الشك
و الجهل المركب ففيه خفاء اللهم الا أن يبنى الفرق على أن في الشك و الجهل المركب
توجه النفس و التفاتها الى نحو متعلق العلم المنفى فمن شأن الشاك و الجاهل جهلا
مركبا أن يقوم بهما ذلك العلم الّذي لا يمكن بدون الالتفات بخلاف الغافل و الذاهل
و الكلام بعد محل تأمل (قوله علم بمتعلقاتها) قد سبق الاشارة الى أن الحق ان اطلاق
العلم على الاحساس مخالف للعرف و اللغة فانه فيهما اسم لغيره من الادراكات و لذا
لا يعد البهائم من أولى العلم في شيء منهما