ذات الجوهر (و الحدوث) اذ معناه كون وجوده مسبوقا بالعدم و هو أيضا
معنى زائد على ذات الحادث (و قبول الاعراض) فان كونه قابلا لغيره انما يعقل
بالقياس الى ذلك الغير و قد يقال بعبارة أخرى هي ما يحتاج وصف الذات به الى تعقل
أمر زائد عليها و ما ذكرناه من تعريفي الصفة النفسية و المعنوية انما هو على رأى
نفاة الاحوال منا و هم الاكثرون (و قال بعض) من أصحابنا كالقاضى و اتباعه (بناء
على الحال) الصفة (النفسية ما لا يصح توهم ارتفاعه عن الذات) مع بقائها كالامثلة
المذكورة فان كون الجوهر جوهرا و ذاتا و شيئا و متحيزا و حادثا و قابلا للاعراض
أحوال زائدة على ذات الجوهر عندهم و لا يمكن تصور انتفائها مع بقاء ذات الجوهر (و
المعنوية تقابلها) فهي ما يصح توهم ارتفاعه عن الذات مع بقائها و هؤلاء قد قسموا
الصفة المعنوية الى معللة كالعالمية و القادرية و نحوهما و الى غير معللة كالعلم و
القدرة و شبههما و من أنكر الاحوال منا أنكر الصفات المعللة و قال لا معنى لكونه
عالما قادرا سوي قيام العلم و القدرة بذاته (و أما عند المعتزلة فأربعة أقسام) أى
الصفة الثبوتية تنقسم عندهم إلى أقسام أربعة (الاول) الصفة (النفسية فقال الجبائى)
و لا شك أن السلوب لا تدل على قيام معنى بالذات بل على سلبه [قوله
بناء على الحال] فانه صفة قائمة بموجود فتكون دالة على معنى زائد على الذات فلا
يصح كونه صفة نفسية بذلك المعنى مع كون بعض افراده منها كالجوهرية و اللونية و
السوادية (قوله ما لا يصح توهم الخ) أى لا يكون توهم الارتفاع صحيحا مطابقا للواقع
و لذا لم يقل ما لا يتوهم فان التوهم ممكن بل واقع لكن خلاف ما في نفس الامر (قوله
و لا يمكن تصور انتفائها الخ) أي تصورا مطابقا للواقع فلا ينافى ما نقرر من انه
يمكن تصور انفكاك اللازم عن الملزوم و ان كان المتصور محالا بخلاف الذاتى فان
التصور فيه كالمتصور محال (قوله إلى أقسام أربعة) بتقسيمين الاول الصفة الثبوتية
اما أن تكون أخص صفات النفس و هي الصفة النفسية أو لا فهي اما أن تكون معللة بمعنى
زائد على الذات فهى المعللة أو لا تكون معللة كالعلم و القدرة منا و العالمية و
القادرية للواجب تعالي فعلى هذا يتحقق الواسطة بين النفسية و المعنوية و الثانى
الصفة اما أن تكون حاصلة بتأثير الفاعل و هي الحدوث أو تابعة لها من غير تأثير
متجدد فيها سواء كانت معللة بمعنى زائد أو لا و الصفات النفسية خارجة عن القسمين
[قوله بناء على الحال] و كونها زائدة على الذات مع كونها من صفات
النفس كما مر (قوله ما لا يصح توهم ارتفاعه عن الذات) قد سبق توجيهه في المقصد
التاسع من مرصد الوحدة و الكثرة فلينظر فيه