الذوق الّذي يستعين به على ما يغتذيه و يحفظ به اعتداله فكان رديفا
له و أيضا ادراك القوة الذائقة مشروط باللمس و مع ذلك يحتاج أيضا الى ما يؤدي
الطعم إليها و هو الرطوبة اللعابية و أيضا قد يتركب من اللمس و الذوق احساس واحد و
ذلك بأن يرد على النفس أثر اللامسة و الذائقة فتدركهما معا كطعم واحد من غير تمييز
في الحس كما في الحريف فانه اذا ورد على سطح اللسان فرقه و سخنه و له أثر ذوقى
أيضا فلا يتميز أحدهما عن الآخر (و هي الطعوم و فيها) أى و في الطعوم مقصدان
[المقصد] الاول أصولها
) أى بسائطها (تسعة حاصلة من ضرب ثلاثة في ثلاثة) و ذلك لان الطعم لا
بد له من فاعل هو الحرارة أو البرودة أو الكيفية المتوسطة بينهما و من قابل هو
الكثيف أو اللطيف أو المعتدل بينهما و الى هذا أشار بقوله (لان الفاعل اما حار أو بارد
أو معتدل و القابل اما لطيف أو كثيف أو معتدل) و اذا ضرب أقسام الفاعل في أقسام
القابل حصل أقسام تسعة فتنقسم الطعوم بحسبها أيضا و اعترض عليه بأن انحصار الفاعل
في الحرارة و البرودة و الكيفية المتوسطة بينهما ممنوع و أيضا المراتب المتوسطة
بين غايتى الحرارة و البرودة و كذا بين غايتى اللطافة و الكثافة غير محصورة فجاز
ان تكون كل واحدة من تلك المراتب فاعلة أو قابلة لطعم
(حسن چلبي)
[قوله فكان رديفا له] لان اعتدال المزاج رديف للمزاج و تابع له
لانه وصفه فكان ما يحفظ الاعتدال الّذي هو رديف المزاج رديفا لما يحفظ نفس المزاج
[قوله و مع ذلك يحتاج أيضا الى ما يؤدى الطعم إليها] أى مع انه مشروط بلمس القوة
الذائقة للمذوق مشروط أيضا بلمسها لملموس آخر حامل للمذوق و هو الرطوبة اللعابية و
كأن المقصود من هذه الضميمة مع افادته تأكيد ذلك الاشتراط دفع لما يقال ان
المسموعات أيضا اشترط فيها اللمس فأجاب بأن في المذوقات لمسين و في المسموعات لمسا
واحدا و هو لمس الصماخ الهواء المتموج الواصل إليه [قوله حصل أقسام تسعة فينقسم
الطعوم بحسبها] و لقد جمعها بعض الفضلاء في ثلاث ابيات فارسية مع الاشارة الى قابل
كل منها و فاعله على اللف و النشر المرتب حيث قال
تيز تلخ است و تيك شورانگيز در لطيف و كثيف و أوسط حار آورد ترشى و
عفوصت و قبض گر برودت بدان سه گردد يار دسم و حلو و تفه شود آرى معتدل را بدان
سه باشد كار [قوله غير محصورة] قال رحمه اللّه عدم الانحصار ان اعتبر غاية
الحرارة غير متناهية بأن يكون كل حرارة تعرض في الشدة يتصور أخرى فوقها و كذا
البرودة حقيقى و الا فهو مبالغة في الكثرة