اذا عددت ستين فان أول ما يتعلمه الصبيان هو الحساب (و) يقول
(التركى) قعد فلان عندى (يقدر ما ينطبخ مرجل) أى قدر من نحاس (لحما و على هذا كل)
من الاقوام (بحسب ما هو مقدر) معلوم (عنده يقدر غيره) و يرد عليه أنه ان جعل
الزمان عبارة عن نفس ذلك المتجدد لزم أن يكون أمرا موجودا لا موهوما كما هو مذهبهم
و أيضا اذا كان ذلك المتجدد فى نفسه وقتا فاذا بقى مدة و هو واحد بعينه وجب أن
يكون مدة الابتداء وقتا واحدا بعينه و هو باطل قطعا و ان جعل عبارة عن الاقتران و
المعية فلا شك ان كل مقترنين انما يقترنان فى شيء و ان كل معينين فهما في أمر ما
معا فذلك الشيء الذي فيه المعية هو الوقت الّذي يجمعهما و يمكن أن يجعل كل منهما
دالا عليه بل يمكن أن يدل عليه بغيرهما من الامور الواقعة فيه فليست المعية نفس ما
يقع فيه الحوادث بل هي عارضة لها مقيسة الى ما تقع فيه و كذلك القبلية و البعدية و
ذلك مما لا يشتبه على متأمل فاصحاب هذا المذهب جعلوا اعلام الاوقات أوقاتا و لذلك
يتعاكس التوقيت عندهم و اذا اعتبر ما هو وقت فى الحقيقة امتنع التعكيس فى التوقيت
المقصد التاسع فى المكان
أورده عقيب الزمان لمناسبته اياه فى تعلقهما بالحركة و لكونه راجعا
الى أقسام الكم المتصل على بعض الاقوال و بين أولا وجوده ثم أشار الى حقيقته فقال
(و هو موجود)
(قوله كما هو مذهبهم) في الشفاء جعل هذه المذاهب مقابلا لمذهب كونه
أمرا وهميا و قال ان أصحاب هذا القول يجعلون الزمان موجودا على انه أمر واحد في
نفسه (قوله عبارة عن الاقتران) أي عن المتجدد من حيث الاقتران و المعية [قوله في
المكان] فى الشفاء لفظ المكان قد يستعمله العامة لما يكون الشيء مستقرا عليه و
ربما عنوا بالمكان الشيء الحاوى للشىء كالدن للشراب و البيت للناس و بالجملة ما
يكون فيه الشيء و ان لم يستقر عليه و هذا هو الاغلب عندهم و ان لم يشعروا به اذ
الجمهور منهم يجعلون السهم ينفذ في مكان و ان السماء و الارض عند من فهم صورة
العالم منهم مستقرة في مكان و ان لم يعتمد على شيء لكن الحكماء وجدوا للشىء الذي
يقع عليه اسم المكان بالمعنى الثانى أوصافا مثل ان يكون الشيء فيه و يفارقه بالحركة
و لا يسعه معه غيره الخ انتهى و منه يعلم ان المكان بالمعنى المصطلح ليس أمرا وراء
ما يعرف العامة
[قوله وجب أن يكون مدة البقاء و مدة الابتداء وقتا واحدا بعينه]
أراد لزوم كونهما واحدا بالذات فلا يجدى اعتبار التغاير باعتبار التجدد كما في
الآن المستمر الغير المستقر