ما ذكره تمثيل خال عن الجامع فان الاحساس نوع من العلم يخالف
التعقل أ لا ترى أنه لا يتعلق بالمعدوم و ان كان ثابتا فلا يلزم من كون المعلوم
المتعقل غير ثابت كون المدرك المحسوس كذلك (و منها ما سنوردها في مسألة أن الماهية
مجعولة أم لا) و هي أن يقال لو كانت الذوات غير متقررة في أنفسها و كانت بجعل
الجاعل لم تكن الانسانية مثلا عند عدم جعل الجاعل انسانية و سلب الشيء عن نفسه
محال فوجب أن لا تكون الذوات متجددة بل ثابتة متقررة في أنفسها و سيأتيك جوابها
هناك
خاتمة
للمقصد السادس (و فيها بحثان الاول) فى تحقيق معنى لفظ الشيء و
بيان اختلاف الناس فيه و هذا بحث لفظى متعلق باللغة بخلاف ما تقدم من أن المعدوم
شيء أم لا فانه بحث معنوى (الشيء عندنا الموجود) أي لفظ الشيء عند الاشاعرة
يطلق على الموجود فقط و كل شيء عندهم
يخالف التعقل في الاحكام أ لا ترى تخالفهما فى اقتضاء الوجود و عدمه
فليجز تخالفهما في اقتضاء الثبوت و عدمه و بما حررنا لك من انه منع اندفع الشكوك
الموردة هاهنا من أن التخالف بالنوع لا ينافي وجود الجامع و انه يشعر بأنه لو لا
التخالف بالنوع بأن يكونا متحدين بالنوع يحصل الجامع بينهما و ان اللازم مما ذكره
عدم كون المعلومية جامعا و هو لا يستلزم خلو التمثيل عن الجامع مطلقا و ان التنوير
المذكور لا يثبت المخالفة بالنوع لان مدارها على توهم كونه مدعيا لاثبات الخلو عن
الجامع كما لا يخفى (قوله و سيأتيك جوابها هناك) من انا لا نسلم استحالة سلب
الشيء عن نفسه فان المعدوم في الخارج مسلوب عن نفسه دائما انما المحال هو الايجاب
المعدول (قوله و هذا بحث الخ) الغرض منه دفع توهم ان هذا البحث قد علم مما سبق
لانه اذا لم يكن المعدوم شيئا كان مختصا بالموجود و اذا كان شاملا للمعدوم كان
معناه المعلوم و وجه الدفع ان هذا بحث لغوى متعلق ببيان ما وضع له لفظ الشيء و ما
سبق بحث معنوي لما عرفت ان معناه ان للمعدوم تقررا و ثبوتا حال العدم أولا و هذا
الفرق و ان كان يستفاد مما سيجيء في المتن من قوله و النزاع لفظى و الحق ما ساعد
عليه اللغة الا انه أراد الشارح التنصيص عليه من أول الامر للعناية بدفع التوهم
المذكور (قوله يطلق على الموجود فقط) الحصر مستفاد من تعريف المسند إليه بلام
الجنس و لان مقام البيان يقتضي ذلك و أما ان الموجود يطلق على الشيء فقط فمتفق
عليه و لان تعريف المسند باللام يفيد ذلك فصح التفريع عليه (قوله و كل شيء عندهم
موجود و كل موجود شيء) يعنى ان المقصود التلازم من الجانبين في الصدق سواء كانا
مترادفين أو مختلفين في المفهوم و لذا قالوا الشيء الموجود و لم يقولوا بمعنى
الموجود
(قوله و هذا بحث لفظى] نقل عنه أن هذا و ان ذكره المصنف الا انه
أراد التنبيه على الفرق بينه و بين ما تقدم (قوله يطلق على الموجود فقط) قيل لا
على وجه الترادف بل على وجه التساوي أما عند أبى