responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 288

للمغيرة بن شعبة، طعنه و هو في الصلاة، و حين علم بالموت قال: ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو عنهم راض فسمى عليا، و عثمان، و الزبير، و طلحة، و عبد الرحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقاص.

و جعل الخلافة شورى بينهم، فاجتمعوا بعد دفن عمر (رضي اللّه عنه) فقال الزبير:

قد جعلت أمري إلى علي. و قال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان. و قال سعد: قد جعلت أمري الى عبد الرحمن بن عوف ثم جعلوا الاختيار إلى عبد الرحمن بن عوف، فأخذ بيد علي (رضي اللّه تعالى عنه) و قال: تبايعني على كتاب اللّه و سنة رسول اللّه و سيرة الشيخين. فقال: على كتاب اللّه، و سنة رسول اللّه، و أجتهد برأيي.

ثم قال مثل ذلك لعثمان فأجابه إلى ما دعاه، و كرر عليهما ثلاث مرات، فأجابا بالجواب الأول، فبايع عثمان و بايعه الناس، و رضوا بإمامته. و قول علي (رضي اللّه تعالى عنه): «و أجتهد برأيي» ليس خلافا منه في إمامة الشيخين بل ذهابا إلى أنه لا يجوز للمجتهد تقليد مجتهد آخر، بل عليه اتباع اجتهاده، و كان من مذهب عثمان و عبد الرحمن أنه يجوز إذا كان الآخر أعلم و أبصر بوجوه المقاييس.

ثم خرج على عثمان بعد اثنتي عشرة سنة من خلافته رعاع و أوباش من كل أوب، و أرذال من خزاعة، ليس فيهم أحد من كبار الصحابة و أهل العلم و من يعتد به من أوساط الناس. فقتلوه ظلما و عدوانا في ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين. و لو استحق القتل أو الخلع لما ترك أكابر الصحابة و من بقي من أهل الشورى، و من المبشرين بالجنة ذلك إلى جمع من الأوباش و الأرذال و من لا سابقة له في الإسلام، و لا علم بشي‌ء من أمور الدين ثم اجتمع الناس بعد ثلاثة ايام على علي (رضي اللّه تعالى عنه) و التمسوا منه القيام بأمر الخلافة لكونه أولى الناس بذلك.

و أفضلهم‌ [1] في ذلك الزمان، فقبله بعد امتناع كثير و مدافعة طويلة، و بايعه جماعة ممن حضر كخزيمة بن ثابت، و أبي الهيثم بن التيهان، و محمد بن مسلم، و عمار، و أبي موسى الأشعري، و عبد اللّه بن عباس و غيرهم. و كذا طلحة و الزبير، و قد صحت توبتهما عن مخالفته، و كذا بايعه عبد اللّه بن عمر، و سعد بن أبي وقاص،


[1] في (ب) و فضلهم بدلا من «و أفضلهم» و لعل ذلك تحريف.

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست