responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 275

و أما حديث المنزلة فهو قوله (عليه السلام) لعلي (رضي اللّه عنه): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي» [1] و تقريره أن المنزلة اسم جنس أضيف فعم، كما إذا عرف باللام بدليل صحة الاستثناء، و إذا استثنى منها مرتبة النبوة، بقيت عامة في باقي المنازل التي من جملتها كونه خليفة له و متوليا تدبير الأمر، و متصرفا في مصالح العامة و رئيسا مفترض الطاعة لو عاش بعده. إذ لا يليق بمرتبة النبوة زوال هذه المنزلة الرفيعة الثابتة في حياة موسى (عليه السلام) بوفاته.

و إذا قد صرح بنفي النبوة، لم يكن ذلك إلا بطريق الإمامة.

و الجواب‌ منع التواتر، بل هو خبر واحد في مقابلة الإجماع؛ و منع عموم المنازل، بل غاية الاسم المفرد المضاف إلى العلم الإطلاق. و ربما يدعى كونه معهودا معينا كغلام زيد. و ليس الاستثناء المذكور إخراجا لبعض أفراد المنزلة، بمنزلة قولك: إلا النبوة. بل منقطع بمعنى لكن على ما لا يخفى على أهل العربية، فلا يدل على العموم. كيف و من منازله الأخوة في النسب، و لم يثبت لعلي، اللهم إلّا أن يقال: إنها بمنزلة المستثنى لظهور انتفائها، و لو سلم العموم، فليس من منازل هارون الخلافة و التصرف بطريق النيابة على ما هو مقتضى الإمامة، لأنه شريك له في النبوة، و قوله: اخْلُفْنِي‌ [2] ليس استخلافا بل مبالغة و تأكيدا في القيام بأمر القوم.

و لو سلم فلا دلالة على بقائها بعد الموت. و ليس انتفاؤها بموت المستخلف عزلا و لا نقصا، بل ربما يكون عودا إلى حالة أكمل، هي الاستقلال بالنبوة، و التبليغ من اللّه، و لو سلم، فتصرف هارون و نفاذ أمره لو بقي بعد موسى إنما يكون لنبوته. و قد انتفت النبوة في حق علي (رضي اللّه تعالى عنه) فينتفي ما يبتنى عليها و يتسبب عنها.

و أما الجواب بأن النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) لما خرج إلى غزوة تبوك استخلف عليا على المدينة، فأكثر أهل النفاق في ذلك. فقال علي: يا رسول اللّه، أ تتركني مع الخوالف؟


[1] الحديث رواه ابن ماجه في سننه في المقدمة- فضل علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه 1158- حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد ابن أبي وقاص يحدث عن أبيه عن النبي- صلى اللّه عليه و سلّم- و ذكره.

[2] سورة الأعراف آية رقم 142 و تكملة الآية فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ‌.

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست