responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 273

لأنه شريك في النبوة، و لا يدل على بقائها، بعد موت المستخلف، و ليس انتفاؤها عزلا و نقصا، بل عودا إلى الكمال، و هو الاستقلال. و تصرف هارون لو بقي إنما يكون لنبوته. و قد انتفت في حق علي (رضي اللّه عنه) فكذا ما يبني عليها) تمسك بما يدعون فيه التواتر من الأخبار، أما حديث الغدير فهو أنه (عليه السلام) قد جمع الناس يوم غدير خم موضع بين مكة و المدينة- بالجحفة و ذلك بعد رجوعه من حجة الوداع. و كان يوما صائفا حتى إن الرجل ليضع رداءه تحت قدميه من شدة الحر، و جمع الرحال، و صعد (عليه السلام) عليها و قال مخاطبا معاشر المسلمين: أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: اللهم بلى. قال: فمن كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره و اخذل من خذله‌ [1] و هذا حديث متفق على صحته أورده علي (رضي اللّه عنه) يوم الشورى عند ما حاول ذكر فضائله، و لم ينكره أحد. و لفظ المولى قد يراد به المعتق، و المعتق، و الحليف، و الجار، و ابن العم، و الناصر، و الأولى بالتصرف، قال اللّه تعالى: مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ‌ [2] أي أولى بكم. ذكره أبو عبيدة و قال النبي (صلى اللّه عليه و سلّم): أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن مولاها [3] .. أي الأولى بها و المالك لتدبير أمرها، و مثله في الشعر كثير.

و بالجملة استعمال المولى بمعنى المتولي و المالك للأمر، و الأولى بالتصرف شائع في كلام العرب منقول عن كثير من أئمة اللغة، و المراد أنه اسم لهذا المعنى، لا صفة، بمنزلة الأولى ليعترض بأنه ليس من صيغة اسم التفضيل، و أنه لما يستعمل استعماله، و ينبغي أن يكون المراد به في الحديث هو هذا المعنى ليطابق صدر


[1] الحديث رواه ابن ماجه في المقدمة: فضل علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه 116- بسنده عن علي ابن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال أقبلنا مع رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلّم- في حجته التي حج فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة فأخذ بيد علي فقال: و ذكره في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.

[2] سورة الحديد آية رقم 15.

[3] سبق تخريج هذا الحديث.

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست