إشارة إلى الدليل النقلي من الكتاب و تقريره أن قوله تعالى:
إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ[1]نزلت باتفاق المفسرين في علي بن أبي طالب (رضي اللّه عنه) حين أعطى
السائل خاتمه و هو راكع في صلاته. و كلمة «إنما» للحصر بشهادة النقل و
الاستعمال. و الولي كما جاء بمعنى الناصر فقد جاء بمعنى المتصرف، و الأولى و الأحق
بذلك يقال: أخو المرأة وليها. و السلطان ولي من لا ولي له. و فلان ولي الدم. و هذا
هو المراد هاهنا، لأن الولاية بمعنى النصرة تعم جميع المؤمنين لقوله تعالى:وَ
الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ[2]فلا يصح حصرها في المؤمنين الموصوفين بإقامة الصلاة، و إيتاء الزكاة
حال الركوع. و المتصرف من المؤمنين في أمر الأمة يكون هو الإمام، فتعين علي (رضي
اللّه عنه) لذلك إذ لم توجد هذه الصفات في غيره.
والجوابمنع كون الولي بمعنى المتصرف في أمر الدين و الدنيا. و الأحق بذلك
على ما هو خاصة الإمام، بل الناصر و الموالي و المحب على ما يناسب ما قبل الآية و
ما بعدها، و هو قوله تعالىيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ
النَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ[3].
فإن الحصر إنما يكون بإثبات ما نفى عن الغير. و ولاية اليهود و
النصارى المنهى عن اتخاذها ليست هي التصرف و الإمامة، بل النصرة و المحبة، و قوله
تعالى: