الآخر، و بالقدر. و أما في الشرع فإما أن يجعل لفعل القلب فقط، او
اللسان فقط، أو كليهما وحدهما أو مع سائر الجوارح.
فعلى الأول هو اسم للتصديق[1]عند الأكثرين، أعني تصديق النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) فيما علم
مجيئه به بالضرورة. و للمعرفة عند الشيعة، و جهم[2]، و الصالحي.
و على الثاني للإقرار بشرط المعرفة عند الرقاشي، و بشرط التصديق عند
القطان، و بلا شرط عند الكرامية.
و على الثالث لمجموع التصديق و الإقرار، و عليه أكثر المحققين، إلا
أنه كثيرا ما يقع في عباراتهم مكان التصديق المعرفة أو العلم أو الاعتقاد.
و على الرابع للإقرار باللسان، و التصديق بالجنان، و العمل بالأركان،
إما على أن يجعل تارك العمل خارجا عن الإيمان، داخلا في الكفر، و عليه الخوارج، أو
غير داخل فيه، و عليه المعتزلة، مختلفين في أن الأعمال فعل الواجبات، و ترك
المحظورات، أو مطلق فعل الطاعات. و إما على أن لا يجعل خارجا و عليه أكثر السلف. و
هو المحكي عن مالك و الشافعي ذهابا إلى أنه قد يطلق على ما هو الأساس في النجاة. و
على الكامل المنجي بلا خلاف، و إلا فانتفاء الشيء بانتفاء جزئه ضروري) بحسب الأصل
كأن المصدق صار ذا أمن من أن يكون مكذوبا، أو جعل الغير آمنا من التكذيب و
المخالفة. و يعدى بالباء لاعتبار معنى الإقرار و الاعتراف، كقوله تعالى:آمَنَ
الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ[3].
و باللام لاعتبار معنى الإذعان و القبول كقوله تعالى حكاية:وَ ما أَنْتَ
بِمُؤْمِنٍ
[2]هو جهم بن صفوان السمرقندي أبو محرز
من موالي بني راسب رأس الجهمية قال الذهبي: الضال المبدع هلك في زمان صغار
التابعين، و قد زرع شرا عظيما، كان يقضي في عسكر الحارث ابن سريج، الخارج على
الأمراء فقبض عليه نصر و أمر بقتله فقتل. راجع ميزان الاعتدال 1: 197 و الكامل
لابن الأثير حوادث سنة 128 و لسان الميزان 2: 142.