يدل على أن الكبائر متميزة عن الصغائر بالذات، لا كما قيل أن كل سيئة
فهي بالنسبة إلى ما فوقها صغيرة، و بالنسبة إلى ما تحتها كبيرة، لأنه لا يتصور
حينئذ اجتناب الكبائر إلا بترك جميع المنهيات، سوى واحدة هي دون الكل، و أني للبشر
ذلك. فمن هاهنا ذهب بعضهم إلى تفسير الكبيرة بأنها التي تشعر بقلة الاكتراث
بالدين، أو التي توعد عليها الشارع بخصوصها. و بعضهم إلى تعيين الكبائر، ففي رواية
ابن عمر (رضي اللّه تعالى عنه) أنها: الشرك باللّه، و قتل النفس بغير حق، و قذف
المحصنة، و الزنا، و الفرار من الزحف، و السحر، و أكل مال اليتيم، و عقوق الوالدين
المسلمين، و الإلحاد في الحرم. و زاد في رواية أبي هريرة: أكل الربا. و في رواية
على: السرقة، و شرب الخمر.
[المبحث الرابع عشر فى التوبة]
قال: المبحث الرابع عشر- في التوبة.
(الندم على المعصية لكونها معصية. و هل الندم لخوف النار، أو طمع
الجنة، و لقبح المعصية مع غرض آخر، و عند مرض مخوف توبة؟ فيه تردد، و قد يزاد قيد
العزم على الترك في الاستقبال، و يزاد على تقدير الخطور و الاقتدار حتى لو سلب
القدرة، لم يشترط العزم على الترك. و الظاهر أنه للبيان، دون الاحتراز. و معنى
الندم الأسف و الحزن، و تمنى كونه لم يفعل.
[1]الحديث أخرجه الإمام البخاري في كتاب
الأدب 5 باب إجابة دعاء بر الوالدين 5977- حدثني محمد بن الوليد حدثنا محمد بن
جعفر، حدثنا شعبة، حدثني عبيد بن عبد اللّه بن أبي بكر قال: سمعت أنس بن مالك- رضي
اللّه عنه قال: ذكر رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلّم- الكبائر، أو سئل عن
الكبائر فقال: و ذكره. و رواه أيضا في الإيمان 16 و الديات 2 و الاستتابة 1 و رواه
الإمام الترمذي في تفسير سورة 4، 4، 6، 7 و النسائي في التحريم 3 و القسامة 48 و
الدارمي في الديات 9، و رواه الإمام أحمد ابن حنبل في المسند 2، 201 214، 3: 395؟
(حلبى).