(قال: و القوي إلزاما لزوم قيام المعنى بالمعنى في بقاء الصفات و
الدفع بأنها لا[1]تتصف بالبقاء أو باقية ببقاء الذات أو بقاؤها نفسها ضعيف).
قال: و القوي إلزاما يعني أن من الشبه القوية في هذا الباب، و إن
كانت مقدماتها إلزامية لا تحقيقية، أنها لو كانت له صفات قديمة، لزم قيام المعنى
بالمعنى لأن القديم يكون باقيا بالضرورة. و عندكم أن بقاء الشيء صفة زائدة عليه
قائمة به، و أن قيام[2]المعنى بالمعنى باطل. فمن الأصحاب من لم يجعل البقاء صفة زائدة، بل
استمرارا للوجود، و منهم من جوز في غير المتحيز قيام المعنى بالمعنى، و إنما الممتنع
قيام العرض بالعرض، لأن معناه التبعية في التحيز، و العرض لا يستقل بالتحيز،، فلا
يتبعه غيره، بل كلاهما يتبعان الجوهر. و منهم من امتنع عن وصف الصفات بالبقاء، فلم
يقل علمه باق، و قدراته باقية، بل قال: هو باق بصفاته، و هذا ضعيف جدا. لأن الدائم
الموجد أزلا و أبدا من غير طريان فناء عليه أصلا، اتصافه بالبقاء ضروري، و لا يفيد
التحرز عن التكلم به. و منهم من قال: هي باقية ببقاء هو بقاء الذات، فإنه بقاء
للذات و للصفات، و للبقاء لأنها ليست غير الذات بخلاف بقاء الجوهر، فإنه لا يكون
بقاء لأعراضه، لكونها مغايرة له، و البقاء القائم بالشيء لا يكون بقاء لما هو
غيره.
[3]هو علي بن إسماعيل بن إسحاق، أبو
الحسن من نسل الصحابي أبي موسى الأشعريّ، مؤسس مذهب الأشاعرة. كان من الأئمة
المتكلمين المجتهدين. ولد في البصرة عام 260 ه و تلقى مذهب المعتزلة و تقدم فيهم
ثم رجع و جاهر بخلافهم. و توفي ببغداد عام 324 ه قيل بلغت مصنفاته ثلاثمائة كتاب
منها «الإبانة» «ومقالات
الإسلاميين» و «ومقالات الملحدين».
راجع طبقات الشافعية 2: 245 و المقريزي 2: 359، و ابن خلكان 1:
326.