المبحث الأول: (صفاته زائدة على الذات[1]،فهو عالم له علم،
قادر له قدرة حيّ له حياة، إلى غير ذلك. خلافا للفلاسفة و المعتزلة).
في الوجودية لا خفاء و لا نزاع في أن اتصاف الواجب بالسلبيات مثل
كونه واحدا ليس في جهة و حيز لا يقتضي ثبوت صفات له و كذا بالإضافات و الأفعال،
مثل كونه تعالى[2]العلي و العظيم، و الأول، و الآخر، و القابض[3]و الباسط[4]،و الخافض و
الرافع، و نحو ذلك. و إنما الخلاف في الصفات الثبوتية الحقيقية، مثل كونه العالم و
القادر. فعند أهل الحق له صفات أزلية زايدة على الذات، فهو عالم له علم قادر له
قدرة، حيّ له حياة، و كذا في السميع و البصير
[1]ما من شك في أن البحث في الذات و
الصفات الإلهية من ناحية الصلة بينهما توحيدا أو تغايرا، و البحث في الصفات
الموهمة للتشبيه نفيا أو تأويلا إنما هو تهجم من الإنسان على مقام لا يرقى إليه و
هم متوهم و لا خيال متخيل، و إنه لحق أن كل ما خطر ببالك فاللّه بخلاف ذلك.
و قد كان من الطبيعي أن يقدر الباحثون أنفسهم باعتبارهم من البشر
حق قدرها، و أن يقدروا اللّه حق قدره.
و لو سار الأمر على هذا النسق لما تطاول البشر إلى مقام اللّه، و
لما تجاوزوا حدودهم، و بالتالي لما كان هناك اختلاف و تنازع و افتراق في موضوع
الصفات الإلهية.
[3]قال تعالى:وَ اللَّهُ
يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُجزء من الآية 245 سورة البقرة و فيه مسائل: الأولى: تقوية أحدهما
بالآخر الأحسن في مثل هذين الاسمين أن تقوى أحدهما في الذكر بالآخر ليكون ذلك أدل
على القدرة و الحكمة، و لهذا السبب ذكرت الآية السابقة. و إذا ذكرت القابض مفردا
عن الباسط كنت قد وصفته بالمنع و الحرمان و ذلك غير جائز. و القبض في اللغة الأخذ
و البسط التوسع و النشر، و هذان الأمران يعمّان جميع الأشياء فكل أمر ضيقه فقد
قبضه، و كل أمر وسّعه فقد بسطه. الخ.
راجع شرح أسماء اللّه الحسنى للرازي ص 234.
[4]قال تعالى:وَ اللَّهُ
يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُجزء من الآية 245 سورة البقرة و فيه مسائل: الأولى: تقوية أحدهما
بالآخر الأحسن في مثل هذين الاسمين أن تقوى أحدهما في الذكر بالآخر ليكون ذلك أدل
على القدرة و الحكمة، و لهذا السبب ذكرت الآية السابقة. و إذا ذكرت القابض مفردا
عن الباسط كنت قد وصفته بالمنع و الحرمان و ذلك غير جائز. و القبض في اللغة الأخذ
و البسط التوسع و النشر، و هذان الأمران يعمّان جميع الأشياء فكل أمر ضيقه فقد
قبضه، و كل أمر وسّعه فقد بسطه. الخ.