خلق الشرور و القبائح أيضا، كذلك، فلا يكون شرا و سفها، و منهم عبدة
الملائكة، و عبدة الكواكب، و عبدة الأصنام، أما عبدة الملائكة و الكواكب فيمكن
أنهم اعتقدوا كونها مؤثرة في عالم العناصر مدبرة لأمور قديمة بالزمان، شفعاء
العباد عند اللّه تعالى مقربة إياهم إليه تعالى[1]و أما الأصنام[2]فلا
خفاء في أن العاقل لا يعتقد فيها شيئا من ذلك.
قال الإمام: فلهم في ذلك تأويلات باطلة:
الأول:أنها صور أرواح تدبر أمرهم و تعتني بإصلاح حالهم على ما سبق.
الثاني:أنها صور الكواكب التي إليها تدبير هذا العالم فزينوا كلا منها بما
يناسب ذلك الكوكب.
الثالث:أن الأوقات الصالحة للطلسمات القوية الآثار لا توجد إلا أحيانا من
أزمنة متطاولة جدا فعملوا في ذلك الوقت طلسما لمطلوب خاص يعظمونه و يرجعون إليه
عند طلبه.
الرابع:أنهم اعتقدوا أن اللّه تعالى جسم على أحسن ما يكون من الصورة، و كذا
الملائكة، فاتخذوا صورا بالغوا في تحسينها و تزيينها و عبدوها لذلك.
الخامس:أنه لما مات منهم من هو كامل المرتبة عند اللّه تعالى اتخذوا تمثالا
- لصرف. قال أبو إسحاق: فلما لم يصرف دل على أنه أعجمي. قال ابن
جرير: لم يصرف و إن كان عربيا لقلة نظره من كلامهم فشبهوه بالأعجمي. و قال
الواحدي: الاختيار أنه ليس بمشتق لاجتماع النحويين على أنه ممن يمنع من الصرف
للعجمة و العلمية.
و اختلفوا هل هو من الملائكة أم لا ..؟ فروي عن طاوس و مجاهد عن
ابن عباس أنه من الملائكة و كان اسمه عزازيل فلما عصى اللّه تعالى لعنه و جعله
شيطانا مريدا و سماء إبليس و بهذا قال ابن مسعود و سعيد.