و أجيب: بأن المراد أن[1]ما
لا دليل لنا عليه[2]يجب علينا نفيه. و لنا دليل على وجوده في الأزل.
و قد يجاب: بأن المراد أن ما لا يمكن أن يقوم عليه دليل يجب نفيه. و
اللّه الواحد قد قام عليه الدليل فيما لا يزال، و إن لم يمكن في الأزل بخلاف
الشريك، فإنه لو كان عليه دليل، فإما أزلي و هو باطل، لأنه لا يلزم افتقاره إلى
المؤثر بل لا يجوز عند المتكلمين. و إما حادث و هو لا يستدعي مؤثرا ثانيا[3]، و لا يخفى ضعفه بل ضعف هذا
المأخذ.
الوجه التاسع:إنه لا أولية لعدد[4]دون
عدد، فلو تعدد لم ينحصر في عدد و اللازم باطل لما سبق من الأدلة[5]على تناهي كل ما دخل تحت الوجود و قد سبق ضعفه.
الوجه العاشر: أن بعثة الأنبياء عليهم السلام[6]و صدقهم بدلالة المعجزات لا يتوقف على الوحدانية، فيجوز التمسك
بالأدلة السمعية، كإجماع الأنبياء على الدعوة إلى التوحيد و نفي الشريك و كالنصوص
القطعية من كتاب اللّه تعالى على ذلك.
و ما قيل: إن التعدد يستلزم الإمكان لما عرف من أدلة[7]التوحيد و ما لم يعرف أن اللّه تعالى واجب الوجود خارج عن جميع[8]الممكنات لم يتأت إثبات البعثة و الرسالة ليس بشيء، لأن غايته[9]استلزام الوجوب الوحدة لا استلزام معرفيه، معرفتها فضلا عن التوقف، و
منشأ الغلط عدم التفرقة بين ثبوت الشيء و العلم بثبوته.