معظم كلام القدماء في هذا الفصل شرح معاني أسماء اللّه، و رجعها إلى
ما له من الصفات و الأفعال، و المتأخرون فوضوا ذلك إلى ما صنف فيه من الكتب، و
اقتصروا على ما اختلفوا فيه من مغايرة الاسم للمسمى و كون أسماء اللّه تعالى
توفيقية.
المبحث الأول الاسم
قال (المبحث الأول الاسم) (هو اللفظ الموضوع، و المسمى هو المعنى
الموضوع له، و التسمية و صفه أو ذكره فتغايرها ضروري و ما اشتهر من أن الاسم نفس
المسمى، و التسمية غيرهما، أريد بالاسم المدلول. كما في قولنا زيد كاتب بخلاف
قولنا زيد مكتوب، و تفضل الشيخ بأن الاسم قد يكون نفس المسمى كقولنا اللّه- و قد
يكون غيره كالخلق، و قد يكون بحيث لا هو و لا غيره كالعالم مبني على أنه أخذ
المدلول بحيث يعم التضمن، و أراد بالمسمى نفس الذات و الحقيقة، و تمسك الفريقين
بمثل قوله تعالىسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى[1]و قوله تعالىوَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى[2]. مع أنه يوهم أن المتنازع ا س م و ليس كذلك ضعيف، إذ قد يقدس الاسم، و
يعبر بتعظيمه عن تعظيم الذات، و قد يراد به عند الشيخ التسمية، مع أن تعدد
المفهومات لا ينافي وحدة الذات.
فإن قيل:لا خفاء في تغاير اللفظ و المعنى و عدم تغاير المدلول و المسمى فلا
يظهر ما يصلح محلا للنزاع و الاشتباه.