قال (و منها ما تواتر[1]معناه
من الأحاديث الدالة على كون كل كائن بتقدير اللّه تعالى و مشيئته).
الأحاديث الواردة في باب القضاء و القدر و كون الكائنات بتقدير اللّه
و مشيئته و إن كانت آحادا إلا أنها متواترة المعنى كشجاعة علي رضي اللّه تعالى عنه
وجود حاتم و كلها صحاح بنقل الثقات مثل البخاري و مسلم و غيرهما، و إن وقع في
بعضها اختلاف رواية في بعض الألفاظ منها ما روى أبو هريرة رضي اللّه تعالى عنه أنه
قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم «احتجآدم و موسى فقال موسى يا
آدم أنت أبونا خيبتنا و أخرجتنا من الجنة. فقال آدم يا موسى اصطفاك اللّه بكلامه و
خط لك التوراة بيده تلومني على أمر قدره اللّه عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج
آدم موسى»[2].
و منها ما روى علي رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه صلى
اللّه عليه و سلّم «لايؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا اللّه و أني رسول اللّه
بعثني بالحق، و يؤمن بالبعث بعد الموت، و يؤمن بالقدر خيره و شره»[3]و منها ما روى ابن عمر رضي اللّه تعالى عنه أنه قال: قال رسول اللّه
صلى اللّه عليه و سلّم «كلشيء بقدر حتى العجز و الكيس».
و منها ما روي أنه قال صلى اللّه عليه و سلّم «إناللّه تعالى يصنع كل صانع
و صنعته»[4].
[2]الحديث رواه البخاريّ في الأنبياء
31، و توحيد 37 و مسلم في القدر 13، 15، و أبو داود في السنة 16، 17 و الترمذيّ في
القدر 3 و ابن ماجه في المقدمة 10 و عند ابن ماجه: فحج آدم موسى. ثلاث مرات و
معنى: فحج: أي غلب عليه بالحجة.
[3]الحديث رواه مسلم في الإيمان 1، 7 و
أبو داود في السنة 16 و الترمذيّ في القدر 10، و إيمان 4 و النسائيّ في الإيمان 5،
6 و ابن ماجه في المقدمة 9، 10 و أحمد بن حنبل: 1: 27، 28، 52، 97، 133، 319، 2:
107، 181، 212.
[4]الحديث رواه مسلم في القدر 18، و
الموطأ في القدر 4 و أحمد بن حنبل فى مسنده 5، 2: 11.