(إن الرؤية إما بالشعاع أو الانطباع و كلاهما ظاهر الامتناع قلنا لو
سلم اللزوم ففي الشاهد خاصة).
- قوله-الثاني:الشبهة الثانية شبهة الشعاع و الانطباع و هي أن الرؤية إما باتصال
شعاع العين بالمرئي، و إما بانطباع الشبح من المرئي في حدقة الرائي على اختلاف
المذهبين، و كلاهما في حق الباري تعالى ظاهر الامتناع فتمتنع رؤيته.
و الجواب: أن هذا مما نازع فيه الفلاسفة فضلا عن المتكلمين على ما
سبق في بحث القوى. و لو سلّم فإنما هو في الشاهد دون الغائب. إما على تقدير اختلاف
الرؤيتين بالماهية فظاهر، و إما على تقدير اتفاقهما فلجواز أن يقع أفراد الماهية
الواحدة بطريق مختلفة.
3-
الشبهة الثالثة
(قال:
إنه لو صحت رؤيته لدامت في الجهة[1]بل في الدنيا و الآخرة لتحقق الشرط الذي يعقل في رؤيته من سلامة
الحاسة و كونه جائز الرؤية و إلّا لجاز أن يكون بحضرتنا جبال شاهقة و بحار هائلة
لا نراها بعدم خلق اللّه الرؤية أو الانتفاء شرط خاص لها قلنا انتفاؤها ليس مبنيا
على ذلك بل[2]ضروريا كسائر العاديات ثم لو سلم