المذهب أنه تعالى يدرك الروائح و الطعوم و مثل الحرارة و البرودة إلا
أن الشرع لم يرد بذلك و لم يجوز العقل كونه شاما ذائقا لامسا لكونها من صفات
الأجسام مع أنها لا تنبئ عن حقيقة الإدراك لصحة قولنا شممته فلم أدرك ريحه).
قال: خاتمة. قال إمام الحرمين رحمه اللّه الصحيح المقطوع به عندنا:
وجوب وصف الباري تعالى بأحكام الإدراكات الأخر. أعني الإدراك المتعلق بالطعوم و
المتعلق بالروائح، و المتعلق بالحرارة و البرودة، و اللين و الخشونة، إذ كل ادراك
يعقبه[1]ضد هو آفة[2]فما
دل على وجوب وصفه بحكم السمع و البصر، دل على وجوب وصفه بأحكام الإدراكات، ثم
يتقدس الباري تعالى عن كونه، شاما، ذائقا، لامسا، فإن هذه الصفات تنبئ عن اتصالات
يتعالى الرب عنها، مع أنها لا تنبئ عن حقائق الإدراكات. فإنك تقول: شممت تفاحة،
فلم أدرك ريحها، و كذلك الذوق و اللمس.