من معتزلة بغداد[1]. أن
إرادته لفعله هو علمه به، أو كونه غير مكره و لا ساه، و لفعل غيره هو الآمر به،
حتى[2]إن ما لا يكون مأمورا به لا يكون مرادا له، و لا خفاء في أن هذا
موافقة للفلاسفة في نفي كون الواجب تعالى مريدا، أي فاعلا على سبيل القصد و
الاختيار و مخالفة للنصوص الدالة على أن[3]إرادته، تتعلق بشيء دون شيء، و في وقت دون وقت، و أنه قد أمر
العباد بما لم يشا منهم.
قال تعالى:يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ
الْعُسْرَ[4].
إلى غير ذلك مما لا يحصى، و لا فرق بين المشيئة و الإرادة إلا عند
الكرامية، حيث جعلوا المشيئة صفة واحدة أزلية، تتناول ما يشاء اللّه بها من حيث
تحدث، و الإرادة حادثة متعددة، بعدد المرادات، و أما الاعتراض على قول النجار بأنه
يوجب كون الجماد مريدا، فليس بشيء لأنه إنما يفسر بذلك إرادة اللّه تعالى.
و ذهب كثير من المعتزلة إلى أن الإرادة ليست سوى الداعي إلى الفعل و
هو اختيار ركن الدين الخوارزميّ في الشاهد و الغائب جميعا، و أبي الحسين البصري في
الغائب خاصة.
[1]بغداد: قال ابن الانباري: أصل بغداد
للاعاجم. و العرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم و لا اشتقاقها من
لغاتهم. قال بعض الاعاجم: تفسيره بستان رجل و قال الحسن. بغداد اسم فارسي معرب عن
باغ داذويه، و يقال لها مدينة السلام و سميت كذلك لأن دجلة يقال لها: وادي السلام،
و كان أول من مصرها و جعلها مدينة المنصور باللّه أبو جعفر قال بعضهم: بغداد جنة
الأرض و مدينة السلام، و قبة الاسلام و مجمع الرافدين، و غرة البلاد، و دار
الخلافة الخ راجع معجم البلدان ج ص 458- 460