على وجه الجزئية لاستلزامه التغير في القديم كما إذا علم أن زيدا
سيدخل ثم دخل فإنه ينقلب جهلا أو يزول إلى علم آخر، و رد بأن من الجزئيات ما لا
يتغير كذات اللّه تعالى. و إن تغير الإضافة لا يوجب تغير المضاف إليه[1]كالقديم يوجد قبل الحادث ثم معه ثم بعده فمن جعل العلم إضافة لم
يلزمه تغير الذات و من جعله صفة ذات إضافة لم يلزمه تغيره فضلا عن الذات، و إلى
هذا يشير[2]ما قيل: إن علم الباري بأن الشيء سيوجد نفس علمه بأنه وجد فإن من
استمر إلى الغد على أن زيدا يدخل الدار غدا فهو بهذا العلم بعينه يعلم في الغد أنه
دخل و العلم لا يتغير بتغير المعلوم[3]كما
لا يتكثر بمنزلة مرآة تنكشف بها الصور، و إنسان ينتقل الجالس عن يمينه إلى يساره.
و لظهور أن هذا لا يصح على القول[4]بكون العلم تعلقا بأن العالم و المعلوم، رد أبو الحسين على ما قال به
من المعتزلة:
أولا:بأن من استمر على أن زيدا يدخل البلد غدا و جلس في بيت مظلم بحيث لم
يعلم دخول الغد لم يكن[5]عالما
بأنه دخل.
وثانيا:بأن متعلقهما مختلفان و شرطهما متنافيان إذ العلم بأنه وجد مشروط
بوجوده، و بأنه سيوجد مشروط بعدمه و إلا لكان جهلا.