[قال (المبحث الرابع في تفاريع المذاهب) أما القائلون بالجزء فقد
اختلفوا في أنه هل يقبل الحياة و الأعراض المشروطة بها، و في أنه هل يمكن وقوع
الجزء على متصل الجزءين، و في أنه هل يمكن جعل الخط المؤلف من الأجزاء دائرة، و في
أنه هل له شكل، و اختلف المثبتون فقيل شبه الكرة، و قيل المثلث، و قيل المربع، أي
المكعب، ليكن كونه محفوظا بجواهر ستة، و اتفقوا على أنه لا حظ له في الطول و
العرض، إلا ما نسب إلى الصالحي، و ابن الراوندي. أما ما نقل من الاتفاق على أن له
خطا من المساحة[1]. فمبني على[2]أنها
اسم للتحيز و الجرم الموجب للتكاثف بانضمام الأمثال على أن المنقول عن الجبائي
خلافه].
من فروع القول بكون الجسم من الجواهر الفردة، اختلافهم في أن الجوهر
الفرد هل يقبل الحياة و الأعراض المشروطة بها، كالعلم، و القدرة، و الإرادة، فجوزه
الأشعري، و جماعة من قدماء المعتزلة، و أنكره المتأخرون منهم، و هي مسألة كون
الحياة مشروطة بالبنية، و قد مرت، و منها اختلافهم في أنه هل يمكن وقوع جزء على
متصل الجزءين، فأنكره الأشعري[3]لاستلزامه
الانقسام، و جوزه
[3]هو على بن اسماعيل بن إسحاق أبو
الحسن من نسل الصحابي أبي موسى الأشعري مؤسس مذهب الأشاعرة كان من الأئمة
المتكلمين المجتهدين ولد في البصرة و تلقى مذهب المعتزلة و تقدم فيه ثم رجع و جاهر
بخلافهم توفى ببغداد عام 324 ه قيل بلغت مصنفاته ثلاثمائة كتاب منها الرد على
المجسمة و مقالات الإسلاميين (راجع طبقات الشافعية 2/ 245 و دائرة المعارف
الإسلامية 2/ 218).