responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 3  صفحه : 373

المعلقة نورانية، فيها نعيم السعداء، و ظلمانية فيها عذاب الأشقياء، و كذا أمر [1] المنامات، و كثير من الإدراكات، فإن جميع ما يرى في المنام، أو يتخيل في اليقظة [2]، بل يشاهد في الأمراض، و عند غلبة الخوف و نحو ذلك من الصور المقدارية، التي لا تحقق لها في عالم الحس كلها من عالم المثل، و كذا كثيرا من الغرائب، و خوارق العادات، كما يحكى عن بعض الأولياء أنه مع إقامته ببلدته، كان من حاضري المسجد الحرام أيام الحج، و أنه ظهر من بعض جدران البيت، أو خرج من بيت مسدود الأبواب و الكوات، و أنه أحضر بعض الأشخاص، أو الثمار [3]، أو غير ذلك من مسافة بعيدة في زمان قريب إلى غير ذلك.

و القائلون بهذا العالم منهم من يدعي نبوته بالمكاشفة و التجارب الصحيحة، و منهم من يحتج، بأن ما يشاهد من تلك الصور الجزئية في المزايا و نحوها، ليست عدما صرفا، و لا من عالم الماديات و هو ظاهر، و لا من عالم العقل لكونها ذوات مقدار، و لا مرتسمة في الأجزاء الدماغية، لامتناع ارتسام الكبير في الصغير، و لما كانت الدعوى عالية، و الشبهة واهية [4]. كما سبق لم يلتفت إليه المحققون من الحكماء و المتكلمين.

و اللّه أعلم‌


[1] في (أ) من بدلا من (أمر)

[2] سقط من (أ) لفظ (اليقظة)

[3] في الحقيقة أن هذه الأشياء كما تحكي عن الأولياء تحكى عن شياطين الإنس الذين يستخدمون الجن في قضاء مثل هذه الأمور و يحكي القرآن الكريم عن العلاقة التي تتم بين الإنس و الجن و غالبا ما تكون إلا للاضرار و الفساد و يندر أن تكون علاقة لغير هذا قال تعالى: وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً. و الإمام الجنيد يقول: إذا رأيتم من يطير في السماء، أو يمشي على الماء- و لا يؤدي شرع اللّه- و لا يطبقه على نفسه، و لا على الآخرين فهو و الحق يقال:

شيطان رجيم.

[4] نعم إنها دعوى عريضة و لكن لا يسندها رأى من الكتاب و لا دليل من السنة و ما دام الأمر كذلك فهي كما قال: شبهة واهية، و اللّه أعلم.

 

 

 

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 3  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست