و بالجملة. فكما ثبت لكل من الأبدان البشرية نفس مدبرة. فقد أثبتوا
لكل نوع (من الأنواع، بل لكل صنف روحا يدبره، يسمى بالطباع التام، لذلك النوع)[1]تحفظه من الآفات، و المخافات، و تظهر أثره في النوع، ظهور أثر النفس
الإنسانية في الشخص، و قد دلت الأخبار الصحاح على كثرتهم جدا كقوله عليه السلام: «أطتالسماء، و حق لها أن تئط،
ما فيها موضع قدم إلا و فيه ملك ساجد أو راكع»[2].
[قال (و عندنا):
الملائكة أجسام لطيفة تتشكل بأشكال مختلفة، شأنهم الخير و الطاعة و
العلم، و القدرة على الأعمال الشاقة. الجن كذلك إلا أن منهم المطيع و العاصي، و
الشياطين شأنهم الشر و الإغواء، و الغالب عليهم، عنصر النار، و على الأولين عنصر
الهواء].
ظاهر الكتاب و السنة، و هو قول أكثر الأمة. أن الملائكة أجسام لطيفة
نورانية قادرة على التشكلات بأشكال مختلفة كاملة في العلم و القدرة على الأفعال
الشاقة شأنها الطاعات، و مسكنها السموات. هم رسل اللّه تعالى إلى أنبيائهم عليهم
السلام، و أمناؤه على وحيه، يسبحون الليل و النهار لا يفترون[3]، لا يعصون اللّه ما أمرهم،
و يفعلون ما يؤمرون[4]. و الجن أجسام لطيفة هوائية تتشكل بأشكال مختلفة، و تظهر منها أفعال
عجيبة، منهم المؤمن و الكافر[5]و
المطيع و العاصي.
و الشياطين أجسام نارية. شأنها إلقاء النفس في الفساد و الغواية
بتذكير أسباب