في الملائكة و الجن و الشياطين. زعموا أن الملائكة هم العقول
المجردة، و النفوس الفلكية، و الجن أرواح مجردة لها تصرف في العنصريات. و الشيطان
هو القوة المتخيلة في الإنسان، و بعضهم على أن النفوس البشرية بعد المفارقة إن
كانت خيرة، فالجن، و إن كانت شريرة فالشياطين].
جعل هذا من مباحث العقول نظرا إلى أن الملائكة عند الفلاسفة، هم
العقول المجردة، و النفوس الفلكية، و تخص باسم الكروبيين، ما لا يكون له علاقة مع
الأجسام، و لو بالتأثير، و القائلون من الفلاسفة بالجن و الشياطين. زعموا أن الجن
جواهر مجردة لها تصرف و تأثير في الأجسام العنصرية من غير تعلق بها تعلق النفوس
البشرية[1]بأبدانها، و الشياطين هي القوى المتخيلة في أفراد الإنسان من حيث
استيلائها على القوى العقلية، و صرفها عن جانب القدس، و اكتساب الكمالات العقلية
إلى اتباع الشهوات و اللذات الحسية و الوهمية. و منهم من زعم أن النفوس البشرية بعد
مفارقتها عن الأبدان، و قطع العلاقة منها، إن كانت خيرة مطيعة للدواعي العقلية،
فهم الجن، و إن كانت شريرة باعثة على الشرور و القبائح معينة على الضلالة و
الانهماك في الغواية فهم الشياطين.
و بالجملة. فالقول بوجود الملائكة و الجن[2]و الشياطين مما انعقد عليه إجماع الآراء، و نطق به كلام اللّه تعالى
و كلام الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، و حكى