responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 3  صفحه : 347

المبحث السادس‌

[قال‌ (المبحث السادس):

قد يشاهد من النفوس الإنسانية غرائب أفعال، و إدراكات، هي عندنا بمحض خلق اللّه تعالى، و قالت الفلاسفة في الأفعال: إن النفس قد يكون لها قوة التصرف في غير بدنها، حتى ربما تصير بمنزلة نفس ما للعالم، أو لبعض الأجسام سيما ما يناسب بدنها، فلا يبعد عنها إحداث الأمطار و الزلازل، و إهلاك المدن، و إزالة الأمراض‌ [1]، و نحو ذلك، و قد تحدث أذى فيما أعجبها لخاصية فيها، و هي الإصابة بالعين، أو شرور، أو غرائب بشرتها، و مزاولة أفعال خاصة تعلمها بالسحر، أو باستعانة بالروحانيات، فالعزائم، أو بالأجرام الفلكية، فدعوة الكواكب، أو بتمزيج القوى السماوية بالأرضية، فالطلسمات، أو بالخواص و العنصرية، فالنيرنجات، أو بالنسب الرياضية، فالحيل الهندسية، و قد يتركب بعض ذلك مع البعض‌].

إشارة إجمالية إلى بيان غرائب أحوال و أفعال، تظهر من النفوس الإنسانية، و هي عندنا بمحض خلق اللّه تعالى، من غير تأثير للنفوس خلافا للفلاسفة، و الكلام في ذلك يترتب على ثلاثة أقسام:

الأول: فيما يتعلق بأفعالها.


[1] كثير ما نسمع أن بعض الأولياء الصالحين تكون لهم كرامات و يؤيد ذلك حديث الرسول- صلى اللّه عليه و سلم عن رب العزة- عبدي أحببني تكن ربانيا تقول للشي‌ء كن فيكون.

و أيضا ما جاء في الحديث القدسي: ما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و إن سألني لأعطينه و إن استعاذني لأعيذنه.

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 3  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست