[قال
(المبحث الثاني)النفوس متماثلة لوحدة حدها و قيل متخالفة لاختلاف لوازمها و آثارها و
كلاهما ضعيف].
ذهب جمع من قدماء الفلاسفة إلى أن النفوس الحيوانية و الإنسانية
متماثلة متحدة الماهية، و اختلاف الأفعال و الإدراكات عائد إلى اختلاف الآلات، و
هذا لازم على القائلين بأنها أجسام، و الأجسام متماثلة لا تختلف إلا بالعوارض، و
أما القائلون بأن النفوس الإنسانية مجردة. فذهب الجمهور منهم إلى أنها متحدة
الماهية، و إنما تختلف في الصفات و الملكات، لاختلاف الأمزجة و الادوات[1].
و ذهب بعضهم إلى أنها مختلفة بالماهية.
بمعنى أنها جنس تحته أنواع مختلفة، تحت كل نوع أفراد متحدة الماهية،
متناسبة الأحوال، بحسب ما يقتضيه الروح العلوي المسمى بالطباع التام لذلك النوع، و
يشبه أن يكون قوله عليه السلام: الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة[2]. و قوله عليه السلام: «الأرواحجنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف»[3]إشارة إلى هذا. و ذكر الإمام في المطالب العالية، أن هذا
[2]الحديث رواه البخاري في كتاب أحاديث
الأنبياء 14 باب أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إلى قوله: و نحن له مسلمون».
3374 بسنده عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه قال: قيل للنبي- صلى اللّه عليه و سلم- من
أكرم الناس ...؟ قال: أكرمهم اتقاهم. قالوا: يا نبي اللّه ليس عن هذا نسألك.
قال: فاكرم الناس يوسف نبي اللّه ابن نبي اللّه ابن خليل اللّه.
قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال:
أ فعن معادن العرب تسألونني؟ قالوا: نعم. قال: فخيارهم في الجاهلية
خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» و رواه الإمام مسلم في الفضائل 168 و الإمام أحمد بن
حنبل في المسند 2: 431، 539 (بلفظ: الناس معادن كمعادن الفضة و الذهب).
[3]الحديث رواه الإمام البخاري في كتاب
الأنبياء 2 باب الأرواح جنود مجندة، 3336- قال الليث عن