(قال:المنهج الخامس في العلية و المعلولية[1]،و هما اعتباران
متضايفان[2]لا يجتمعان في شيء إلا بالقياس إلى شيئين[3]،و بيانهما في
مباحث.
من لواحق الوجود و الماهية العلبة و المعلولية، و هما من
الاعتبارات العقلية، التي لا تحقق لها في الأعيان، و إلا لزم التسلسل على ما مر
غير مرة بل هما من المعقولات الثانية و بينهما تقابل التضايف، إذ العلة لا تكون
إلا بالنسبة إلى المعلول، و بالعكس، فلا يجتمعان في شيء واحد إلا باعتبارين،
كالعلة المتوسطة التي هي علة لمعلولها، معلولة لعلتها.
[2]لا وجود لهما خارجا و معنى كونهما
متضايفين أن كون الشيء علة لا يعقل إلا بالإضافة إلى كون شيء آخر معلولا له و
العكس.
[3]متباينين إذ لو كان الشيء علة لشيء
و معلولا لذلك الشيء، و العلة أصل و المعلول فرع و الأصل مقدم على الفرع لزم كون
الشيء متقدما و متأخرا عن نفسه بخلاف ما إذا كان علة لشيء و معلولا لشيء آخر،
فإنما يلزم تقدمه عن معلوله و تأخره عن علته التي هي غير ذلك المعلول و لا استحالة
فيه.