المبحث الأول في تفسيرهما و أقسامهما و ما يتعلق بذلك
(المبحث الأول:[1]قد
يراد بهما[2]عدم المسبوقية بالغير و المسبوقية[3]به[4]، و قد يخص الغير بالعدم و
هو المتعارف، و قد يقالان باعتبار تفاوت ما مضى من زمان الوجود زيادة و نقصا،
فالقدم الذاتي أخص من الزماني، و هو من الإضافي و الحدوث بالعكس).
و المتصف بهما حقيقة هو الوجود، و أما الموجود فباعتباره، و قد يتصف
بهما العدم، فيقال للعدم الغير المسبوق بالوجود قديم، و للمسبوق حادث، ثم كل من
القدم و الحدوث قد يوجد حقيقيا، و قد يوجد[5]إضافيا.
أما الحقيقي فقد يراد بالقدم عدم المسبوقية بالغير، و بالحدوث
المسبوقية به، و يسمى ذاتيا، و قد يخص الغير بالعدم، فيراد بالقدم عدم المسبوقية
بالعدم، و بالحدوث المسبوقية به، و هو معنى الخروج من العدم إلى الوجود، و يسمى
زمانيا، و هذا[6]هو المتعارف عند الجمهور، و أما الإضافي، فيراد بالقدم كون ما مضى من
زمان وجود الشيء أكثر، و بالحدوث كونه أقل.
[1]في تفسيرهما و أقسامهما و ما يتعلق
بذلك. و الثاني: فيما زعمت الفلاسفة من أن كل حادث لا بد له من مادة و مدة و ما
يتعلق بذلك.