ليسا نوعين أخيرين من اللون، بل السوادات المتفاوتة أنواع مختلفة[1]مشتركة في عارض السواد المقول بالتشكيك، و كذا البياض، فعلى ما
ذكروا من أن التضاد الحقيقي لا يكون إلا بين نوعين بينهما غاية الخلاف يلزم أن لا
يكون في الألوان إلا بين غاية السواد و غاية البياض.
الرابع:أن ما ذكره ابن سينا من تحقيق التضاد المشهورى بين أنواع كالشجاعة،
و التهور، و الجبن[2]ينافي ما ذكره من اشتراط غاية الخلاف في التضاد المشهورى أيضا.
نفي التقابل بين الوحدة و الكثرة
(قال:لا تقابل بين الكثرة و الوحدة بالذات[3]،بل يعارض العلية[4]و المكيالية، لأن موضوعهما لا يتحد بالشخص، و لأن أحد المتقابلين
لا يتقوم بالآخر.
وردالأول:بأن الموضوع قد لا يتحد بالشخص، بل بالنوع أو بالجنس أو بعارض أعم،
و مع ذلك فبمجرد الفرض.
و الثاني:بمنع تقوم الكثرة بالوحدة، و إنما يتقوم معروضها، بمعروضها[5]و لا نزاع في أن المتقابلين، إذا أخذا مع الموضوع كالفرس و اللافرس
و البصير و الأعمى، و الأب و الابن، و الأسود و الأبيض لم يكونا متقابلين بالذات[6]فكيف نفس المعروض.
[3]لأن المتقابلين بالذات هما الأمران
اللذان تتنافى حقيقتهما لنفسهما لا اللازم لهما في معروض يقبلهما، و الوحدة و
الكثرة ليست كذلك إذ لا تنافي بين ذاتيهما.
[4]يعارض وصف العلية للوحدة، و وصف
المعلولية للكثرة، و يعارض وصف المكيالية للوحدة، و وصف المكيالية للكثرة فإن
الكثرة حيث كانت هي مجموع فهي مكيلة بالوحدة أي معدودة و مجموعة بها و الوحدة
مكيال لها، أي جامعة و عادة لها.
[6]اتفاقا لأنه لما اعتبر المحلان مع
الوصفين و المحلان لا تقابل بينهما صار المجموعان لا تقابل بينهما بالذات بل
بالعرض بالنظر إلى الوصف الذي هو جزء لمجموع فإذا كان المجموع من العارض و المعروض
إذا اعتبر مع مجموع عارض و معروض آخر لم يكن بين المجموعين تناف مع تنافي العارضين
و المعروضين.