المبحث السادس السكون بين الحركتين المستقيمتين عند بعض الفلاسفة و
المتكلمين
(قال:المبحث السادس: [زعم بعضهم أن بين كل حركتين مستقيمتين سكونا لأن آن
الوصول غير آن الرجوع ضرورة فلو لم يتخللهما زمان لزم تتالي الآنين المستلزم لوجود
الجزء، و حيث لا حركة بين الوصول و الرجوع تعين السكون.
و الجواب: بعد تسليم امتناع الجزء أنه[1]بالفعل ما لم ينقطع الزمان. اللهم إلا أن يراد به زمان لا ينقسم إلا
بالوهم و حينئذ لا نسلم تغاير آني الوصول و الرجوع و لا استحالة تتالي الآنين، و
أما النقض بكل حركة مستقيمة سيما إذا أدرنا كرة على سطح، فإن آن الوصول إلى كل
نقطة يغاير آن الانفصال عنها، و يلزم تتالي الآنين أو تخلل زمان السكون. فقد يرد
بأن انقسام المسافة هنا محض توهم).
ذهب بعض الفلاسفة و المتكلمين إلى أن بين كل حركتين مستقيمتين زمانا
يسكن فيه المتحرك سواء كانت الثانية رجوعا إلى الصوب الأول أو انعطافا إلى صوب
آخر، و لا خفاء في أن حصول الزاوية إنما يكون على تقدير الانعطاف دون الرجوع، لأن
الخط واحد فعبارة التجريد، و هي أنه لا اتصال لذوات الزوايا و لا انعطاف ليست على
ما ينبغي، و قد فسرت بأنه لا اتصال للحركات الأينية التي