الحق أن الباطن من أجزاء الجسم المتحرك متحرك، و المستتر على الأرض،
أو الواقف في الجو عند تبدل الماء و الهواء عليه ساكن لإطباق المقر و العرف على
ذلك، و الخلاف في الأول عائد إلى الخلاف في حيز الجزء الباطن. و في الثاني إلى
الخلاف في أن الحيز هو البعد المفطور أو الباطن من الحاوي، و أن الحركة هل تحصل
بزوال الحيز عن المتحيز حتى يمكن اختلاف جهتي الحركة الواحدة في حالة واحدة، أم لا
بد أن يكون بزوال المتحيز عن حيزه حتى يمتنع ذلك. و ليس مراد المخالف أني أجعل لفظ
الحيز أو الحركة اسما لهذا المعنى، بل إن حقيقة ما وضع الاسم في الأصل بإزائه هو
مبدأ[1]هذا فلا يكون نزاعا في التسمية).
يشير إلى أمرين اختلفوا في كل منهما أنها حركة أو سكون[2].
[2]السكون ضد الحركة، و هو زوال الحركة
عما من شأنه أن يتحرك، أو هو الحصول في المكان أكثر من زمان واحد، فإذا قر الشيء
في المكان و انقطع عن الحركة و صفته بالسكون، و إذا كانت القوى المؤثرة فيه متضادة
و متعادلة و صفته بالتوازن لذلك قيل: إن في كل سكون توازنا كما أن في كل توازن
سكونا و ثبوتا و استقرارا.