و هي استعداد شديد على أن ينفعل كالممراضية و اللين و يسمى اللاقوة
أو على أن يقاوم و لا ينفعل كالمصحاحية و الصلابة، و يسمى القوة، فالمشترك كيفية
بها يترجح القابل في أحد جانبي قبوله قبل أو على أن يفعل كالمصارعة، فالمشترك[1]استعداد جسماني كامل نحو أمر من خارج ورد بوجهين.
الأول:أن المصارعة مثلا تتعلق بعلم بالصناعة، و قدرة على الأفعال، و هما من
الكيفيات النفسانية، و صلابة الأعضاء، و هي راجعة إلى الأول.
الثاني:أن الحرارة قوة شديدة على الأطراف مع أنها من المحسوسات،
[1]المشترك هو اللفظ الواحد الذي يطلق
على أشياء مختلفة بالحد و الحقيقة اطلاقا متساويا كالعين تطلق على آلة البصر،
ينبوع الماء، و قرص الشمس، و هذه مختلفة الحدود و الحقائق.
(راجع معيار العلم للغزالي ص 46: 47).
و الاشتراك بين الشيئين، إن كان بالنوع يسمى مماثلة، كاشتراك بين
زيد و عمرو في الإنسانية، فإن كان بالجنس يسمى مجانسة، كاشتراك إنسان و فرس في
الحيوانية، و إن كان بالعرض، فإن كان في الكم يسمى مساواة، كاشتراك ذارع من خشب، و
ذراع من ثوب في الطول، و إن كان في الكيف يسمى مشابهة كاشتراك الانسان و الحجر في
السواد، و إن كان بالمضاف يسمى مناسبة، كاشتراك زيد و عمرو في بنوة بكر، و إن كان
بالشكل يسمى مشاكلة، كاشتراك الأرض و الهواء في الكرية، و إن كان بالوضع المخصوص
يسمى موازنة، و هو أن لا يختلف البعد بينهما كسطح كل فلك، و إن كان بالأطراف يسمى
مطابقة.