(قال: المبحث الثاني:القدرة الحادثة[1]على الفعل لا توجد قبله خلافا للمعتزلة.
لنا: أنها عرض فلا يبقى إلى زمان الفعل بخلاف القديمة، و لأن الفعل
قبل وجوده ليس بممكن لامتناع الوجود مع العدم، و استلزام فرض وقوعه الخلف.
ورد الأول بعدم تسليم امتناع بقاء العرض بأن المراد القدرة السابقة
المستمرة بتجدد الأمثال كالعلم، و الميل، و التمني، و نحو ذلك مما هو قبل الفعل[2]وفاقا.
و الثاني بالنقض بالقدرة القديمة، و الحل بأن الممتنع و المستلزم
للخلف هو وجود الفعل بشرط عدمه لا حال عدمه بأن يفرض بدل العدم الوجود.
و احتجت المعتزلة بأنها لو لم تتعلق إلا حال الفعل لزم إيجاد الموجود
و امتناع التكليف و قدم آثار القدرة القديمة.
[1]القدرة الحادثة: عرض من الأعراض تقبل
الأشد و الأضعف فنقول قدرة أشد من قدرة، و قدرة أضعف من قدرة. و القدرة لها ضد
العجز و الأضداد لا تكون إلا أعراضا تقتسم طرفي البعد كالخضرة و البياض، و العلم و
الجهل، و الذكر و النسيان و هذا أمر يعرف بالمشاهدة.
(راجع ما كتبه ابن حزم في القدرة الحادثة أو الاستطاعة في كتابه
القيم الفصل في الملل و الأهواء و النحل بتحقيقنا ج 3 ص 26 و ما بعدها).