العلم[1]ينقسم إلى قديم و حادث، و مراتب الحادث ثلاث، لأنه إما بالقوة المحضة
و هو الاستعداد، فللضروري بالحواس و للنظرى بالضرورى، و إما بالفعل إجمالا بأن
يكون عنده أمر بسيط هو مبدأ التفاصيل، أو تفصيلا بأن يلاحظ الأجزاء مفصلة، و ذلك
كما إذا نظر إلى الصحيفة جملة ثم حرفا حرفا، فالحاصل في الإجمال صورة واحدة تطابق
الكل، لا كل واحد، و في التفصيلي صور متعددة فيندفع ما قال الإمام أن الصورة
الواحدة لا تطابق المختلفات، و المتعددة تكون تفصيلا.
اللهم إلا أن يراد بالتفصيل حصولها مرتبة، و بالإجمال دفعة).
إما قديم لا يسبقه العدم و هو علم اللّه تعالى و إما حادث[2]سبقه العدم فهو
[1]العلم: هو الإدراك مطلقا تصورا كان
أو تصديقا؛ يقينا كان أو غير يقيني، و قد يطلق على التعقل، أو على حصول صورة
الشيء في الذهن، أو على إدراك الكلي مفهوما كان أو حكما أو على الاعتقاد الجازم
المطابق للواقع، أو على إدراك الشيء على ما هو به، أو على إدراك حقائق الأشياء و
عللها، أو على إدراك المسائل على دليل، أو على المكانة الحاصلة عن إدراك المسائل.
(راجع المعجم الفلسفي ج 2 ص 101 و ما بعدها).
[2]الحادث: هو الواقع، و حدث أمر أي
وقع. و الحادث عند فلاسفة العرب هو ما يكون مسبوقا بالعدم، و يسمى حادثا زمانيا، و
فرقوا بين الحدوث الزماني، و الحدوث الذاتي، فقالوا: