(قال:و الذهول عن الصورة الإدراكية إن انتهى إلى زوالها بحيث يفتقر إلى
اكتساب فنسيان، و إلا فسهو، و الجهل البسيط عدم ملكة العلم، و المركب مضاد له لصدق
الحد.
و قالت المعتزلة مماثل لأن الاختلاف إنما هو بعارض المطابقة و اللامطابقة،
و لأن العلم ينقلب جهلا مع بقاء ذاته كما إذا اعتقد قيام زيد طول نهاره، و قد قعد
في البعض.
و الجواب أن العارض قد يكون لازما فتختلف الذات باختلافه و اتحاد
الذات في الحالين نفس المتنازع).
يشير إلى الفرق بين السهو و النسيان، و قد لا يفرق بينهما، و نسبتهما
إلى العلم نسبة الموت إلى الحياة، بمعنى أنهما عدم ملكة للعلم مع خصوصية قيد
[1]الشك: هو التردد بين نقيضين لا يرجح
العقل أحدهما على الآخر و ذلك لوجود أمارات متساوية في الحكمين، أو لعدم وجود أية
إمارة فيهما، و يرجع تردد العقل بين الحكمين إلى عجزه عن معاناة التحليل أو إلى
قناعته بالجهل لذلك قيل: الشك ضرب من الجهل.
و الشك عند ديكارت: فعل من أفعال الإرادة، فهو ينصب على الأحكام لا
على التصورات و الأفكار لأن التصورات من غير حكم لا تسمى صادقة و لا كاذبة (عثمان
أمين ديكارت ص 102).
[2]النسيان: هو الفقدان المؤقت أو
النهائي لما حفظته النفس من الصور و المهارات الحركية، و هو قسمان: نسيان طبيعي
كما في فقدان الخطور التلقائي أو العجز عند التذكر الإرادي، و نسيان غير طبيعي كما
في أمراض الذاكرة. قال الجرجاني: النسيان، هو الغفلة عن المعلوم في غير حالة السنة
فلا ينافي الوجوب. أي نفس الوجوب، و لا وجوب الأداء.
(تعريفات الجرجاني).
و قيل النسيان مرادف للسهو و الذهول، و الفرق بين السهو و النسيان
أن الأول زوال الصورة عن القوة المدركة بعد بقائها في الحافظة، و الثاني: زوالها
عنهما معا.