بالفعل فإن ظاهر البطلان. كيف و هو قد صرح بأن في العضو المفلوج قوة
الحس و الحركة باقية لكنها عاجزة عن الإحساس و الحركة. نعم يتوجه أن يقال: لم لا
يجوز أن يكون مبدأ جميع تلك الآثار قوة واحدة هي الحياة و قد يعجز عن البعض دون
البعض لخصوصية المانع لكن الحق أن مغايرة المعنى المسمى بالحياة للقوة الباصرة و
السامعة و غيرهما من القوى الحيوانية و الطبيعية مما لا يحتاج إلى البيان.
اعتدال المزاج و وجود البنية ليسا شرطا لإيجاد الحياة
(قال:و عندنا لا يشترط اعتدال المزاج و وجود البنية و الروح الحيواني
للقطع بإمكان أن يخلقها اللّه تعالى في الجزء، و خالفت[1]الفلاسفة و المعتزلة تعويلا على ما يشاهد من زوالها بانتقاض[2]البنية، و فقد الاعتدال و الروح، و منا من استدل على عدم الاشتراط
بأنها لو اشترط فإما أن تقوم بالجزءين حياة (واحدة فيلزم قيام العرض بأكثر من محل،
و إما أن يقوم بكل جزء حياة و حينئذ)[3]فالاشتراط
من الجانبين دور، و من جانب واحد ترجيح بلا مرجح، و رد بأنه قائم بالمجموع على ما
سبق.
و لو سلم فدور معية، و لو سلم فعدم المرجع ممنوع[4]غايته عدم الاطلاع عليه).
ذهب جمهور المتكلمين إلى أن[5]تحقق المعنى المسمى بالحياة ليس مشروطا باعتدال المزاج و البنية و
الروح الحيواني للقطع بإمكان أن يخلقها اللّه تعالى في البسائط، بل هي[6]في الجزء الذي لا يتجزأ، و المراد بالبنية البدن المؤلف من العناصر
الأربعة، و بالروح الحيواني جسم لطيف بخاري يتكون من لطافة الأخلاط تنبعث من
التجويف الأيسر من القلب، و يسرى إلى البدن في عروق نابتة من القلب تسمى
بالشرايين.