(قال:القسم الثاني: الكيفيات النفسانية أي المختصة بذوات الأنفس
الحيوانية، و هي مع الرسوخ تسمى ملكة، و بدونه حالا).
أي من الأقسام الأربعة للكيف الكيفيات المختصة بذوات الأنفس
الحيوانية بمعنى أنها إنما تكون من بين[1]الأجسام للحيوان دون النبات و الجماد فلا يمتنع ثبوت بعضها لبعض
المجردات من الواجب تعالى و غيره على أن القائلين بثبوت صفة الحياة و العلم و
القدرة و نحوها للواجب لا يجعلونها من جنس الكيفيات و الأعراض، ثم الكيفية
النفسانية إن كانت راسخة سميت ملكة[2]و
إلا فحالا، فالتمايز بينهما قد لا يكون إلا بعارض بأن تكون الصفة حالا ثم تصير
بعينها ملكة، كما أن الشخص من الإنسان يكون صبيا ثم يصير شيخا و مثل ذلك، و إن كان
يسبق إلى[3]الوهم و يقع في بعض
[2]الملكة: صفة راسخة في النفس أو
استعداد عقلي خاص لتناول أعمال معينة بحذق و مهارة مثل الملكة العددية، و الملكة
اللغوية.
(راجع المعجم الوسيط). و يرادفها القوة، و القدرة و الاستعداد
الدائم و تحقيق ذلك أنه تحصل للنفس هيئة بسبب فعل من الأفعال، و يقال لتلك الهيئة
كيفية نفسانية و تسمى حالة ما دامت سريعة الزوال، فإذا تكررت و مارستها النفس حتى
رسخت تلك فيها و صارت بطيئة الزوال فتصير ملكة.