(قال:النوع الرابع المذوقات[1]، و هي الطعوم، و أصولها
تسعة لأن الحار يفعل في اللطيف حرافة، و في الكثيف مرارة، و في المعتدل ملوحة، و
البارد في اللطيف حموضة، و في الكثيف عفوصة و في المعتدل قبضا، و المعتدل في
اللطيف دسومة، و في الكثيف حلاوة، و في المعتدل تفاهة، ثم يتركب منها أنواع لا
تحصى).
[1]الذوق: الحاسة التي تميز بها خواص
الاجسام الطعمية بواسطة الجهاز الحسي في الفم و مركزه اللسان.
و الذوق: في الأدب و الفن حاسة معنوية يصدر عنها انبساط النفس أو
انقباضها لدى النظر في أثر من آثار العاطفة أو الفكر. (المعجم الوسيط ج 1).
و الذوق: أصله فيما يقل تناوله دون ما يكثر، فإن ما يكثر من ذلك
يقال له الأكل، و اختير في القرآن لفظ الذوق للعذاب لأن ذلك و إن كان في التعارف
للقليل فهو مستصلح للكثير فخصه بالذكر ليعلم الأمرين و كثر استعماله في العذاب و
قد جاء في الرحمة. قال تعالى:وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّاو يعبر به عن
الاختبار. يقال: أذقته كذا فذاق.
و الذوق: مباشرة الحاسة الظاهرة أو الباطنة و لا يختص ذلك بحاسة
الفم في لغة القرآن، و لا في لغة العرب: قال تعالى:وَ ذُوقُوا
عَذابَ الْحَرِيقِ.
و قالفَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما كانُوا
يَصْنَعُونَ. فجمع الذوق و اللباس حتى يدل على مباشرة الذوق و شموله، فأفاد
الإخبار عن إذاقته أنه واقع مباشر غير منتظر، فإن الخوف قد يتوقع و لا يباشر، و
أفاد الإخبار عن لباسه أنه محيط شامل كاللباس للبدن.
و في الصحيح عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): ذاق طعم
الإيمان من رضي باللّه ربا و بالاسلام دينا و بمحمد رسولا، فأخبر أن للإيمان طعما
و أن القلب يذوقه كما يذوق الفم طعم الطعام و الشراب، و الذوق عند العارفين منزلة
من منازل السالكين أثبت و أرسخ من منزلة الوجد عندهم.