responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 2  صفحه : 276

جهته و مبدأ وروده فإن كان بقي منه شي‌ء متأديا أدركناه إلى حيث ينقطع و يفنى، و حينئذ يدرك الوارد و مورده و ما بقى منه موجود أو جهته، و يعد مورده و قربه و ما بقي من قوة أمواجه و ضعفها، و لذلك يدرك البعيد ضعيفا لأنه يضعف تموجه حتى لو لم يبق في المسافة أثر ينتهي بنا إلى المبدأ لم يعلم من قدر البعد إلا بقدر ما بقي.

رأي الفلاسفة في إدراك وصول الصوت بالهواء

(قال: و يدل على كون إدراكه بوصول الهواء الحامل له إلى الصماخ أنه يميل مع الرياح، و أن من تكلم في طرف أنبوبة طرفها الآخر على أذن واحد من القوم ينفرد هو بسماعه و أنه متأخر بحسب الزمان عن مشاهدة سببه، كضرب الفأس من بعيد و أمثال هذه أمارات لا يستبعد إفادتها اليقين الحدسي، و إن لم تقم حجة على الغير إلا أنه لو استبعد قيام أمثال تلك الكيفية بجميع أجزاء الهواء و بقاؤها على هيئاتها مع هبوب الرياح و النفوذ في المنافذ من صلب الأجسام لم يكن بعيدا، و كذا رجوعه عن مصادمة الجسم الأملس على ما زعموا في الصدى سواء جعل الواصل نفس الهواء الراجع، أو آخر متكيفا بكيفية على ما هو الظاهر).

رأى الفلاسفة أنه إذا وجد سبب الصوت في موضع تكيف هواء ذلك الموضع بذلك الصوت، ثم المجاور فالمجاور في جميع الجهات إلى حد ما بحسب شدة الصوت و ضعفه و لا يسمعه إلا المسامع التي تقع في تلك المسافة، و يصل إليها ذلك الهواء، و تمسكوا بوجوه:

الأول: أن الصوت يميل مع هبوب الريح و لا يسمعه من كان الهبوب من جهته لعدم وصول الهواء إلى صماخه، فلو لم يكن الهواء [1] حاملا له و لم يتوقف السماع على وصول ذلك الهواء لما كان كذلك.


[1] في (أ) بزيادة لفظ (الهواء).

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 2  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست