(قال:المبحث الأول: للون طرفان هما[1]البياض و السواد المتضادان و بينهما وسائط[2]، و هي أنواع متباينة بل
متضادة، إن لم تشترط غاية الخلاف).
حقائق الألوان، بل جميع المحسوسات ظاهرة غنية عن البيان و لا خفاء في
تضاد السواد و البياض، لما بينهما من غاية الخلاف لكونهما طرفي الألوان، و أما ما
بينهما من الحمرة و الصفرة و غير ذلك فعند المحققين أنواع متباينة، يختص كل منها
بآثار مختلفة و ليست بمتضادة، إن اشترط بين المتضادين غاية الخلاف و المضادة.
النوع ليس البياض
(قال:و التحقيق أن النوع ليس هو ان البياض مثلا، بل البياضات التي تحته
مثل بياض الثلج و بياض العاج[3]، و نحو ذلك، و كذا سائر
الألوان، بل
[3]العاج: مادة تتكون منها أنياب الفيل،
تعتبر إفريقيا أهم مصادره، يستخدم تجاريا في صنع أصابع البيانو و المقابض و
الأدوات المزخرفة، أما في الفن فيعتبر العاج مادة ممتازة لتنفيذ الصور الصغيرة
(المنمنات) و الحفر الدقيق، استخدم منذ عصور ما قبل التاريخ، و قد خلفت حضارات مصر
القديمة و آشور، و بابل، و اليونان، و الرومان و الهند، و الصين و اليابان و
الأندلس الإسلامية كميات كبيرة من الأدوات و التحف العاجية.