(قال:النوع الثاني المبصرات[1]كالألوان
و الأضواء، و قد يبصر بتوسطهما غيرهما، بل غير الكيفيات من الأوضاع و المقادير و
ما يتصل بها و هاهنا بحث، و لها[2]مباحث).
ذهبت الفلاسفة إلى أن المبصر أولا و بالذات هو الضوء و اللون، و إن
كان الثاني مشروطا بالأول، و قد يبصر بتوسطهما ما لا يعد في الكيفيات المحسوسة من
الكيفيات المختصة بالكميات، من المقادير و الأوضاع و غير ذلك، كالاستقامة و
الانحناء، و التحدب و التقعر، و سائر الأشكال و كالطول و القصر، و الصغر و القرب،
و البعد و التفرق، و الاتصال و الانفصال و الحركة و السكون، و الضحك، و البكاء، و
الحسن و القبح، و غير ذلك. و أما ما يتوهم من إبصار مثل الرطوبة و اليبوسة، و
الملاسة و الخشونة، فمبني على أنه يبصر ملزوماتها كالسيلان، و التماسك الراجعين
إلى الحركة و السكون و كاستواء الأجزاء في الوضع و اختلافها فيه.
[1]البصريات: أحد فروع الطبيعة لدراسة
خواص الضوء: ينقسم إلى ثلاثة أنواع هي الطبيعة الضوئية، و تبحث في منشأ و خواص
الأشعة الضوئية و البصريات، و تبحث في تأثير الأشعة الضوئية على الأبصار، أما
هندسة الضوء، فتبحث في بعض الخواص مثل الانعكاس و الانكسار على المرايا و العدسات،
و القوانين المتحكمة فيها».