(قال:و من هاهنا ترددوا[1]في
أن مقولية السبق، و مقابلته بالاشتراك أو بالتشكيك[2]).
قد اختلفت العبارات في أن مقولية التقدم و التأخر و المعية على
الأقسام الخمسة أو الستة بحسب الاشتراك اللفظي، بأن يكون موضوعا لكل على حدة، أو
بحسب التشكيك، بأن يكون موضوعا بمعنى[3]مشترك
بين الكل، لا[4]على السواء لكونه في التقدم بالعلية أقدم، و في التقدم بالطبع أولى،
حيث يكون بالنظر إلى الذات، و في التقدم بالرتبة الحسية أشد منه في العقلية، و كان
هذا مبنى على أن الكل عائد إلى التقدم بالعلة، و بالطبع، و بالزمان أو إلى الأولين
فقط، و اللفظ موضوع بإزاء معنى مشترك، هو كون الشيء محتاجا إليه، و إلا فليس للفظ
مفهوم مشترك بين الكل، لا يقال الكل مشترك في معنى واحد، و هو أن للمتقدم[5]أمرا زائدا لا يوجد للمتأخر كالتأثير في الذي بالعلية، و كونه مقوما
أو شرطا في الذي بالطبع، و كونه مضى له زمان أكثر في الذي بالزمان، و زيادة الكمال
في الذي بالشرف، و قرب الوصول إليه من مبدأ معين في الذي بالرتبة[6]، لأن نقول ليس هذا هو[7]. مفهوم لفظ التقدم، و إلا لصدق على كل شيء ينسب إلى آخر، ضرورة أنه
يشتمل على أمر لا يوجد في الآخر، و إن أريد اشتماله على أمر زائد هو أحد الأمور
المذكورة، فمثله يتأتى في كل مشترك لفظي، بأن يقال لفظ العين مثلا موضوع بإزاء
معنى مشترك بين الكل هو مفهوم أحد المعاني.
[2]فمنهم من رأى إطلاق السبق عليها طريق
الاشتراك لكونه وضح لكل على حدة و ذلك أن هذه المعاني لا يوجد معنى يكون مشتركا
بينها بخصوصها يصلح لوضع اللفظة له بخصوصه و هو غير متساو فيها.