(قال:المبحث الثاني: من الملموسات[1]الاعتماد فيمن يجعله نفس المدافعة المحسوسة لما يمنع الحركة إلى جهة
ما لا مبدأها المعقول[2]).
قال: قد يراد بالاعتماد المدافعة[3]المحسوسة للجسم، لما يمنعه من الحركة إلى جهة، فيكون من الكيفيات
الملموسة، و لا يقع اشتباه في تحققه و مغايرته للحركة و للطبيعة، لكونه محسوسا
يوجد حيث لا حركة، كما في الحجر المسكن في الجو، و الزق المفتوح المسكن تحت الماء،
و ينعدم مع بقاء الطبيعة كما في الجسم الساكن في حيزه الطبيعي، و قد يراد به مبدأ
المدافعة فيفسر بكيفية يكون بها الجسم مدافعا لما يمنعه عن الحركة إلى جهة
[1]الملمس في اللغة: المس باليد، و هو
إحدى الحواس الخمس الظاهرة و قيل: إنه قوة منبثة في جميع البدن فاشية فيه. قال ابن
سينا: اللمس: جنس لأربع قوى منبثة معا في الجسد كله.
الواحدة حاكمة في التضاد الذي بين الحار و البارد. و الثانية:
حاكمة في التضاد الذي بين اليابس و الرطب. و الثالثة: حاكمة في التضاد الذي بين
الصلب و اللين. و الرابعة: حاكمة في التضاد بين الخشن و الأملس».
[3]الدافع: هو المحرك و أكثر ما يطلق
هذا اللفظ على الدوافع الانفعالية أو اللاشعور التي تحرك نشاط الفرد و توجهه إلى
غاية معينة. و معنى الدافع لا ينفصل عن معنى الحركة فهو عند أرسطو المحرك أو
المتحرك أو القابل للحركة، قال: كل شيء فهو متحرك أو محرك من جهة ما هو متغير، و
محرك من جهة ما هو علة للتغير.