(قال:أطبقوا على أن أصولها الحرارة و البرودة، و الرطوبة و اليبوسة، و هي
غنية عن البيان هلية و ماهية، إلا أنه قد ينبه على بعض الخواص فيقال:
الحرارة كيفية من شأنها جمع المتشاكلات[1]و تفريق المختلفات، و البرودة بالعكس، و الرطوبة بكيفية تقتضي سهولة
الالتصاق و الانفصال، أو سهولة قبول الأشكال و اليبوسة بالعكس، و التحقيق أن في
الحرارة تصعيدا و إلا لطف أقبل لذلك فيحدث في المركب الذي لم يشتد التحام بسائطه
تفريق الأجزاء المختلفة، و يتبعه جمع المتشاكلات، و في الذي اشتد حركة دورية كما
في الذهب[2]، أو تصعيدا بالكلية كما في
النوشادر، أو سيلانا كما في الرصاص[3]، أو تلينا كما في الحديد،
أو مجرد سخونة كما في
[2]الذهب من المعادن النفسية التي عرفها
العرب منذ العصور القديمة و أطلقوا عليه اسم المعدن، و دلت الروايات التاريخية على
أن الذهب كان يستعدن في أنحاء من اليمن كما كان يوجد في اليمامة و نجد و الأردن، و
كانت دية القتيل تقدر بمائة من الإبل فقومها عمر بعد فتح الأمصار بألف دينار
ذهبية، و اعتبر بعضهم الذهب دواء للأمراض المستعصية، و نشط الباحثون في محاولات
لاكتشاف طريقة تحويل المعادن الخسيسة كالرصاص إلى ذهب و امتزج العلم بالشعوذة و
نشأ عن ذلك ما يعرف بعلم الكيمياء الذي عرف باسمه العربي بين أهل أوربا في القرون
الوسطى.
(راجع القاموس الإسلامي ج 2 ص 441.
[3]الرصاص: عنصر فلزي ثقيل يعتبر من
أقدم المعادن التي استخدمها الإنسان، لقوله فضي خفيف إذا كان حديث القطع، و يتحول
إلى الدكنة بتعريضه إلى الهواء، و هو رخو قابل للطرق. قوة شده منخفضة موصل ضعيف
يدخل في أشياء عديدة، يستخدم لتغطية الكبلات و تبطين أحواض