و المعتبر من المذاهب. أنه السطح الباطن من الحاوي، أو البعد الذي
ينفذ فيه بعد الجسم، فإن من البعد ماديا يحل في الجسم و يمانع ما يماثله، و مفارقا
يحل فيه الجسم و يلاقيه بجملته، بحيث ينطبق على بعد الجسم، و يتحد به إلا أنه عند
أفلاطون موجود يمتنع خلوه عن شاغل.
و عند المتكلمين مفروض يمكن خلوه، و هو المعنى بالفراغ المتوهم، الذي
لو لم يشغله شاغل لكان خاليا. فها هنا المقامان).
قال: المبحث الثالث في المكان.
[1]المكان الموضع، و جمعه أمكنة و هو
المحل المحدد الذي يشغله الجسم. تقول مكان فسيح، و مكان ضيق، و هو مرادف للامتداد،
و معناه عند ابن سينا، السطح الباطن من الجرم الحاوي المماس للسطح الظاهر للجسم
المحوي.
راجع رسالة الحدود ص 94). و المكان عند المتكلمين: الفراغ المتوهم
الذي يشغله الجسم، و ينفذ فيه أبعاده.
(راجع تعريفات الجرجاني).
و المكان عند الحكماء الاشراقيين: هو البعد المجرد الموجود، و هو
ألطف من الجسميات، و أكثف من المجردات ما ينفذ فيه الجسم، و ينطق البعد الحال فيه
على ذلك البعد في اعماقه و أقطاره، فعلى هذا يكون المكان بعدا منقسما في جميع
الجهات، مساو للبعد الذي في الجسم بحيث ينطبق أحدهما على الآخر، ساريا فيه.