إنكاره مجرى إنكار الأوليات[1]و إنما الخفاء في حقيقته.
اختلاف المتكلمين و الفلاسفة في حقيقة الزمان
(قال:فزعموا أن المقصود التنبيه[2]و إلا فوجود امتداد يتصف بالمضي، و الاستقبال ضروري يعترف به العامة،
و تقسيمه إلى السنين و الشهور و الأيام و الساعات، و إنما الخفاء في حقيقته، فزعم
البعض أنه متجدد معلوم يقدر به متجدد موهوم، و ربما يتعاكس بحسب علم المخاطب كما
يقال حين قعد عمرو في جواب متى قام زيد ..؟ و بالعكس، و لا يخفى أن ليس في هذا
إفادة تصور، و ذهب أرسطو و أتباعه إلى[3]أنه
مقدار حركة الفلك الأعظم لأنه لتفاوته كم و لامتناع تألفه من الآنات[4]المتتالية لاستلزامه الجزء الذي لا يتجزأ متصل، و لعدم استقراره
مقدار لهيئة غير قارة، و هي الحركة و لامتناع فنائه ضرورة أن بعدية العدم لا تكون
إلا بالزمان مقدرا لحركة مستديرة.
إذا المستقيمة يجب[5]انقطاعها
لما سيأتي، و لتقدر جميع الحركات به مقدار لأسرعها الذي هو الحركة اليومية إذ
الأكبر يقدر بالأصغر، و الاكثر بالأقل كالفرسخ بالذراع و المائة بالعشرات دون
العكس، ورد ذلك بأنه مع الابتناء على الأصول الفاسدة، إنما يتم إن[6]لو كان قبوله التفاوت لذاته).
[1]الأوليات هي المقدمات اليقينية
الضرورية و تسمى بالمبادئ الأولى و البديهيات و مبادي المنطق و مبادي العقل و هي
ما لا يحتاج إلى الفعل في معرفته إلى وسط.
قال ابن سينا: الأوليات هي قضايا و مقدمات تحدث في الإنسان من جهة
قوته العقلية من غير سبب يوجب التصديق بها إلا ذواتها و مثال ذلك أن الكل أعظم من
الجزء و هذا غير مفاد من حس و لا استقراء و لا للشيء آخر و أما التصديق بهذه
القضية فهو من جبلة الإنسان.